للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأكبرت ذَلِك، وَقلت: أَنا جنيت على نَفسِي هَذِه الْجِنَايَة، وَلَا بُد من احْتِمَاله، أتراه، الأحمق، لَا يرى زلالي وغلماني ونعمتي، وَأَن مثلي لَا يُقَال لَهُ مثل هَذَا؟ ثمَّ قلت: أَنا كَاتب.

فَقَالَ: كَاتب كَامِل، أم كَاتب نَاقص؟ فَإِن الْكتاب خَمْسَة، فَمن أَيهمْ أَنْت؟ فورد عَليّ من قَول الحائك مورد عَظِيم، وَسمعت كلَاما أكبرته، وَكنت مُتكئا، فَجَلَست.

ثمَّ قلت لَهُ: فصّل الْخَمْسَة.

قَالَ: نعم، كَاتب خراج، يَقْتَضِي أَن يكون عَالما بِالشُّرُوطِ، والطسوق، والحساب، والمساحة، والبثوق، والفتوق، والرتوق.

وَكَاتب أَحْكَام، يحْتَاج أَن يكون عَالما بالحلال، وَالْحرَام، وَالِاخْتِلَاف، والاحتجاج، وَالْإِجْمَاع، وَالْأُصُول، وَالْفُرُوع.

وَكَاتب مَعُونَة، يحْتَاج أَن يكون عَالما بِالْقصاصِ، وَالْحُدُود، والجراحات، والمراتبات، والسياسات.

وَكَاتب جَيش، يحْتَاج أَن يكون عَالما بحلى الرِّجَال، وشيات الدَّوَابّ، ومداراة الْأَوْلِيَاء، وَشَيْء من الْعلم بِالنّسَبِ والحساب.

وَكَاتب رسائل، يحْتَاج إِلَى أَن يكون عَالما بالصدور، والفصول، والإطالة، والإيجاز، وَحسن البلاغة، والخط.

<<  <  ج: ص:  >  >>