للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالقلب، قيل لهم: معناه أنه لم يصح عند النبي - صلى الله عليه وسلم - ما حكوا عنه من أن ذلك ليس في قلبه، والحجة في قول النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو لم يقل ذلك ولم يشهد به عليه" (١).

قال القرطبى في تعريفه للإيمان شرعًا: "هو التصديق بالقواعد الشرعية" (٢).

وقال: "الإسلام والإيمان بحكم الوضع يعمان كل انقياد وكل تصديق، لكن قصرها الشرع على تصديق مخصوص، وانقياد مخصوص" (٣).

وقال: "الإيمان بالله هو التصديق بوجوده تعالى، وأنه لا يجوز عليه العدم، وأنه موصوف بصفات الجلال والكمال ثم بعد ذكره لأركان الإيمان قال: "مذهب السلف وأئمة الفتوى من الخلف أن من صدق بهذه الأمور تصديقًا جزمًا لا ريب فيه ولا تردد ولا توقف كان مؤمنًا حقيقة" (٤).

فالقرطبي خالف مذهب أهل السنة والجماعة في تعريفهم للإيمان إذ جعله التصديق فقط، وأخرج الأعمال من الإيمان، وجعل إطلاق الإيمان على الأعمال ودخولها فيه من باب المجاز.

فبعد ذكره لحديث جبريل عليه السلام (٥) وحديث وفد عبد القيس،


(١) المعلم (١/ ١٩٥).
(٢) المفهم (١/ ١٣٩).
(٣) المفهم (١/ ١٤٠).
(٤) المفهم (١/ ١٤٥).
(٥) أخرجه البخاري في كتاب الإيمان، باب سؤال جبريل للنبي - صلى الله عليه وسلم - الإيمان والإسلام والإحسان، وعلم الساعة ح/ ٥٠ (١/ ١٤٠)، ومسلم في كتاب الإيمان باب بيان الإيمان =

<<  <   >  >>