للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والنصيحة، وشبه ذلك من أعمال القلوب، وتسميتها إيمانًا لكونها في محل الإيمان أو عن الإيمان، على عادة العرب في تسمية الشيء باسم الشيء إذا جاوره أو كان منه بسبب" (١).

وكذلك المازري عرَّف الإيمان بأنه اليقين، حيث قال: "الإيمان هو اليقين" (٢).

وفي حديث وفد عبد القيس قال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أتدرون ما الإيمان بالله وحده؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: شهادة أن لا إله إلَّا الله وأن محمدًا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصيام رمضان، وأن تعطوا من المَغْنَمِ الخُمْس" (٣).

فعند شرح المازري لهذا الحديث أخرج الأعمال من الإيمان، حيث قال: "ظن بعض الفقهاء أن في هذا دلالة على أن الصلاة والزكاة من الإيمان، خلافًا للمتكلمين من الأشعرية القائلين بأن ذلك ليس من الإيمان، وهذا الذي ظنه غير صحيح لاحتمال أن يكون الضمير في قوله: ثم فسرها لهم، عائدًا على الأربع لا على الإيمان كما ظن هذا الظان، ويحتمل في الحديث الثاني من أن يكون قوله "وإقام الصلاة" محطوفًا أيضًا على الأربع" (٤).

وأوَّل كل ما جاء في إطلاق الإيمان على الأعمال فقال عند شرحه


(١) المفهم (١/ ٤٤٢).
(٢) المعلم (١/ ٢١٠).
(٣) رواه البخاري في كتاب الإيمان باب أداء الخمس من الإيمان ح/ ٥٣ (١/ ١٥٧)، ومسلم في كتاب الإيمان باب الأمر بالإيمان بالله تعالى ورسوله - صلى الله عليه وسلم - وشرائع الدين والدعاء إليه والسؤال عنه وحفظه وتبليغه لمن لم يبلغه ح/ ١٧ (١/ ٢٩٤).
(٤) المعلم (١/ ١٩١).

<<  <   >  >>