للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

واضحة تدل على أن لهذا الكون خالقًا مدبرًا أوجده وأبدعه، وأحكم صنعه، وهذا يعرفه كل من نظر في هذه المخلوقات وتدبر في هذه الكائنات (١).

ولذا عندما سئل أحد الأعراب بما عرف الله؟

قال: البعرة تدل على البعير، والأثر يدل على المسير، فسماء ذات أبراج، وأرض ذات فجاج، أفلا تدل على العليم الخبير؟ ! .

ولهذا قالت الرسل عليهم الصلاة والسلام لقومهم -كما حكى الله تعالى عنهم-: {أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} (٢) فقولهم فاطر السموات والأرض إشارة إلى استنكار الشك فيمن هذا صنعه وأثره.

والقرآن مليء بالآيات التي تدعو الإنسان إلى التفكر في خلق الله تعالى، والنظر في ملكوت السموات والأرض؛ لأن ذلك سببٌ لإيمان من طمست فطرته، فجحد الله تعالى، وسببٌ لزيادة إيمان المؤمن وقوة يقينه بالله تعالى.

قال تعالى: {قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ (١٠١)} (٣)، وقال تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (١٦٤)} (٤)، وقال تعالى: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى


(١) انظر: دلائل التوحيد للقاسمي ص (٣٥).
(٢) سورة إبراهيم، الآية: ١٠.
(٣) سورة يونس، الآية: ١٠١.
(٤) سورة البقرة، الآية: ١٦٤.

<<  <   >  >>