للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الله تعالى للأشياء في القدم وعلمه سبحانه بوقوعها في أوقات معلومة عنده، وعلى صفات مخصوصة.

وكتابة ذلك ومشيئته لها، ووقوعها على حسب ما قدرها تعالى.

قال الإمام أحمد: "القدر قدرة الله على العباد" (١).

وقال النووي: "واعلم أن مذهب أهل الحق إثبات القدر ومعناه أنه الله تبارك وتعالى قدَّر الأشياء في القدم، وعلم سبحانه أنها ستقع في أوقات معلومة عنده سبحانه، وعلى صفات مخصوصة، فهي تقع على حسب ما قدرها سبحانه وتعالى" (٢).

وقال السفاريني (٣): "القدر عند السلف ما سبق به العلم، وجرى به القلم، مما هو كائن إلى الأبد، وأن الله عز وجل قدَّر مقادير الخلائق، وما يكون من الأشياء قبل أن تكون في الأزل، وعلم سبحانه وتعالى أنها ستقع في أوقات معلومة عنده تعالى، وعلى صفات مخصوصة، فهي تقع على حسب ما قدرها" (٤).

وهكذا عرفه القرطبي -رحمه الله- إذ قال: فإذا قلنا: إن الله تعالى قدر الأشياء، فمعناه أنه تعالى علم مقاديرها وأحوالها وأزمانها قبل


(١) مسائل ابن هانيء (٢/ ١٥٥). وقال ابن القيم عن قول أحمد: واستحسن ابن عقيل هذا الكلام جدًّا وقال: هذا يدل على دقة علم أحمد وتبصره في معرفة أصول الدين وهو كما قال أبو الوفاء فإنَّ إنكار القدر إنكار لقدرة الرب الذي خلق أعمال العباد، وكتابتها وتقديرها. شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل (١/ ١٣٠).
(٢) شرح مسلم للنووي (١/ ٢٦٩).
(٣) محمد بن أحمد بن سالم السفاريني الحنبلي محدث فقيه مكثر من التصنيف له "الدرة المضية في عقيدة الفرقة المرضية" و"البحور الزاخرة في علوم الآخرة". وغيرها توفي سنة (١١٨٨ هـ). سلك الدرر (٤/ ٤٧)، معجم المؤلفين (٣/ ٦٥).
(٤) لوامع الأنوار البهية للسفاريني (١/ ٣٤٨).

<<  <   >  >>