للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يُنْسَأ له في أثرِه فليصل رحمه" (١) فإن الله أمر الملك أن يكتب أجلًا، وقال: إن وصل رحمه زده كذا وكذا، والملك لا يعلم أيزداد أم لا، لكن الله يعلم ما يستقر عليه الأمر، فإذا جاء ذلك لا يتقدم ولا يتأخر" (٢).

ولكن ما في اللوح المحفوظ هل يتغير ويتبدل؟

أشار شيخ الإسلام إلى ذلك وذكر أن الخلاف فيها على قولين لكنه لم يرجِّح (٣).

والقرطبي يرى أن المحو والإثبات يكونان فيما في اللوح المحفوظ كما يتبين من قوله السابق، فالتغير الذي نفاه هو ما في علم الله سبحانه، وهذا أمرٌ متفق عليه.

والراجح في هذه المسألة أن ما في اللوح المحفوظ لا يتغير ولا يتبدل، وإنما التغير والتبدل يكون في الصحف التي في أيدي الملائكة. فقد نقل ابن الجوزي عن الزَّجَّاج في قوله تعالى: {وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ (٣٩)} قال المفسرون: وهو اللوح المحفوظ الذي أثبت فيه ما يكون ويحدث".

ثم قال ابن الجوزي: "وروى عكرمة عن ابن عباس قال: هما كتابان: كتاب سوى أم الكتاب يمحو منه ما يشاء ويثبت، وعنده أم الكتاب لا يغير منه شيء" (٤).

وقال الشيخ السعدي عند تفسيره للآية السابقة: "يمحو الله ما يشاء


(١) سبق تخريجه ص (٢٣٠).
(٢) الفتاوى (٨/ ٥١٧).
(٣) المرجع السابق (١٤/ ٤٩٢).
(٤) زاد المسير (٤/ ٢٥٩).

<<  <   >  >>