للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مجازًا، فالعباد مجبورون على أفعالهم، لا قدرة لهم ولا إرادة، فحركاتهم وإراداتهم كورق الشجر، تحركه الرياح، وكحركة الشمس والقمر والأفلاك، وهذا مذهب الجبرية (١).

الثاني: القول بأن العباد هم الخالقون لأفعالهم، فليست أفعالهم مخلوقة لله تعالى، فهم يقولون: إن الله لا يريد المعاصي والكفر، فكيف يخلقها ويعذب عليها، فلو فعل ذلك كان ظالمًا والله منزه عن الظلم، وهذا قول المعتزلة (٢).

الثالث: قول جمهور الأشاعرة، وهم يقولون إن الله خالق أفعال العباد، وهي كسب لهم، والمراد بالكسب الذي أثبتوه للمكلف مقارنة وجود الفعل لقدرة المكلف، واختياره من غير أن يكون ثمة تأثير منه، أو مدخل في وجوده سوى كونه محلًا لظهور الفعل. فأثبتوا للعبد قدرة غير مؤثرة في المقدور، وقال بعضهم: إن للعبد نوع تأثير في المقدور، ولكن الذي عليه جمهورهم ومتأخروهم أن قدرة العبد غير مؤثرة في المقدور (٣).

وللكسب عندهم تعريفات أهمها:

١ - ما يقع به المقدور من غير صحة انفراد القادر به.

٢ - ما يقع به المقدور في محل قدرته.

٣ - ما وجد بالقادر وله عليه قدرة محدثة (٤).


(١) انظر الملل والنحل للشهرستاني (١/ ٨٧) ومقالات الإسلاميين للأشعري (١/ ٣٤٠).
(٢) انظر الملل والنحل (١/ ٤٥). ومقالات الإسلاميين (١/ ٢٧٠، ٢٧٤، ٢٩٨).
(٣) انظر: اللمع للأشعري ص (٦٩)، وانظر: الإنصاف للباقلاني ص (١٤٤، ١٥٧) والقضاء والقدر للمحمود ص (٣٦٥).
(٤) انظر: اللمع للأشعري ص (٧٣). شفاء العليل لابن القيم (١/ ٣٦٣)، والقضاء والقدر=

<<  <   >  >>