للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال الشيخ محمد خليل هراس (١) في شرح هذه الأبيات: "في هذه الأبيات الثلاثة بيان لمذهب أهل السنة في أنه ليس للعباد حق واجب على الله وأنه مهما يكن من حق فهو الذي أحقه، وأوجبه ولذلك لا يضيع عنده عمل قام على الإخلاص والمتابعة، فإنهما الشرطان الأساسيان لقبول الأعمال فإذا توفرا في عمل ما كان مقبولًا بمقتضى وعده سبحانه وإيجابه واستحق صاحبه الأجر المقدر له، فهو إن عذب العباد فبعدله، فإنه لا يجزي على السيئة إلَّا سيئة مثلها، فلا يظلم أحدًا مثقال ذرة، وإن أنعم وأثاب فبفضله، فله الحمد أولًا وآخرًا" (٢).

والقرطبي نصر هذا القول ورد على المعتزلة فيما ذهبوا إليه، فقال: "إن الله تعالى الفعال لما يريد القادر على ما يشاء لا يتوجه عليه وجوب ولا حق ولا يثبت عليه لوم ولا حكم، وأما على أصول أهل البدع القائلين بالتحسين والتقبيح العقليين، وما يتولد على ذلك من الأصول الفاسدة من التجويز والتعديل والإيجاب على الله تعالى فلا يلتفت إليها ولا يعرج عليها لظهور فسادها" (٣).

وقال المازري في شرحه لحديث معاذ بن جبل -رضي الله عنه-: "قوله -صلى الله عليه وسلم- في حديث معاذ: "هل تدري ما حق العباد على الله؟ " (٤) يحتمل


= محمد خليل هراس (٢/ ٩١).
(١) محمد خليل هراس المصري عالم قضى حياته في التعليم والتأليف والدفاع عن العقيدة السلفية توفي سنة (١٣٩٥ هـ). انظر: مقدمة شرحه للعقيدة الواسطية، تحقيق علوي السقاف ص (٤١).
(٢) المرجع السابق (٢/ ٩٢).
(٣) المفهم (٦/ ٢١٢)، وانظر أيضًا (٦/ ٢١٦).
(٤) الحديث أخرجه البخاري في كتاب اللباس باب إرداف الرجل خلف الرجل ح (٥٩٦٧) (١٠/ ٤١٢). ومسلم في كتاب الإيمان باب الدليل على: أنَّ من مات على التوحيد دخل =

<<  <   >  >>