للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والاستعاذة به، كالرقى بأسماء الملائكة والأنبياء والجن ونحو ذلك" (١).

وإذا ثبت جواز الاسترقاء كما دلت النصوص على ذلك فهل يكون الاسترقاء قادحًا في التوكل أم لا؟

أي هل الاسترقاء أفضل أم تركه؟ اختلف العلماء في ذلك، فذهب الإمام أحمد والخطابي والقاضي عياض والنووي، وابن تيمية، وابن القيم وغيرهم من العلماء، إلى أن الاسترقاء قادح في التوكل، وأن تركه أفضل كما جاء عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في السبعين ألفًا الذين يدخلون الجنة بغير حساب، قال -صلى الله عليه وسلم-: "هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون" (٢).

قال النووي: "الظاهر من معنى الحديث أن هؤلاء كمل تفويضهم إلى الله عز وجل، فلم يتسببوا في دفع ما أوقعه بهم ولا شك في فضيلة هذه الحالة ورجحان صاحبها" (٣).

وذهب آخرون إلى أن الاسترقاء غير قادح في التوكل منهم ابن قتيبة وابن عبد البر والمازري والقرطبي.

وقد استدلوا على ذلك بما ورد من منافع الأدوية، والحث على التداوي إضافة إلى فعل الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهو إمام المتوكلين وأن الرقى بأسماء الله هو غاية التوكل على الله فهو التجاء إليه، وتعويل عليه في كشف الضر والبلاء.


(١) تيسير العزيز الحميد ص (١٦٥).
(٢) رواه البخاري في كتاب الرقاق باب يدخل الجنة سبعون ألفًا بغير حساب ح (٦٥٤١)، (١١/ ٤١٣)، ومسلم في كتاب الإيمان باب الدليل على دخول طوائف من المسلمين الجنة بغير حساب ولا عذاب ح (٢٢٠)، (٣/ ٩٢).
(٣) شرح صحيح مسلم النووي (٣/ ٩٢).

<<  <   >  >>