للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القاضي عياض: "ودرس أصول الفقه والدين وتقدم في ذلك فجاء سابقًا" (١).

وكان مقدمًا في اللغة، عارفًا بالآداب والحساب، والطب، قال القاضي عياض: "وإليه يفزع في الفتوى في الطب في بلده، كما يفزع إليه في الفتوى في الفقه" (٢).

وبالجملة فهو علم مقدم في شتى فنون العلم، قال ابن خلكان (٣): "أحد الأعلام المشار إليهم في حفظ الحديث والكلام عليه" (٤).

ولا أدل على ذلك من كثرة مؤلفاته وشمولها لسائر فنون العلم مما يدل دلالة أكيدة على بروز هذا الإمام في شتى العلوم. ولذا فلا غرابة أن يلتف حوله العدد الكبير من طلبة العلم ويحرصوا على لقائه والاجتماع به والأخذ عنه.

قال الأستاذ حسن حسني: "وتصدر للتدريس بجامعها - أي المهدية - جامع عبد الله بن المهدي، وبث ما وسعه صدره من العلم الغزير والمادة الواسعة فنشر العلوم الدينية والفنون على اختلاف أجناسها ومراميها، ومن ذلك الحين ذاع صيته، وطبقت شهرته المشرق والمغرب، فكانت حلقة دروسه تشمل المبتدئين من التلاميذ المجتهدين سواء كانوا إفريقيين أو وافدين من أقطار المغرب والأندلس، وصار كعبة


(١) الغنية ص (١٣٢).
(٢) المرجع السابق ص (١٣٢).
(٣) أحمد بن محمد بن إبراهيم بن خلكان البرمكي الشافعي، أبو العباس، فقيه، أديب، مؤرخ، تولى قضاء دمشق، وبها توفي سنة (٦٨١ هـ). البداية والنهاية (١٣/ ٣١٨)، معجم المؤلفين (١/ ٢٣٧).
(٤) وفيات الأعيان (٤/ ٢٨٥).

<<  <   >  >>