للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أنظار الطلاب يقصده الداني والقاصي (١).

قال الدكتور حسين شواط: "لقد بلغ المازري درجة الاجتهاد، ووصف بالإمامة في الفقه، والبروز في علوم الحديث، وأصول الفقه وأصول الدين ولم يكن في عصره من يماثله في ذلك في مختلف بلاد المغرب فأقبل عليه طلبة العلم من آفاق تلك الديار للإفادة من علمه وهو يعد بحق حامل لواء العلم بإفريقية في ذلك العصر وقد ساعد على تقوية أثره العلمي أمور منها:

١ - ضعف الحياة العلمية، وقلة العلماء بسبب الظروف التي عاشتها إفريقية آنذاك مما جعل تلاميذه يكثرون وينشرون مروياتهم عنه ومؤلفاته في مختلف بلدان المغرب.

٢ - بذله وقته لنشر العلم والجلوس للطلبة أكثر أوقات يومه وعزوفه عن الاتصال بالسلطان ورفضه تولي منصب القضاء والإفتاء.

٣ - استقراره في مدينة المهدية، وهي ممر الحجيج والتجار من مختلف بلاد المغرب والأندلس في ذهابهم وعودتهم، فكثر بذلك الآخذون عنه.

٤ - اهتمامه بطلبة العلم وبرهم والإحسان إليهم وبخاصة المهاجرين الفارين من صقلية.

٥ - أنس مجلسه وملاحته بالإضافة إلى ما فيه من الفوائد العلمية (٢).


(١) مجلة لواء الإسلام، مرجع سابق ص (٢٤).
(٢) قال النيفر: أخذ المازري في دروسه بالطريقة النبوية بالاستجمام حيث يأتي بحكايات قصد الترفيه على طلبته حتى لا يكلوا من تتابع المسائل مما يؤدي بهم إلى الملل وقد ذكر له طريقة دروسه المتخللة الاستجمام من ترجم له. واعتنى أحد طلبته وهو الحسن طاهر بن علي فجمعها. مقدمة المعلم للنيفر (١/ ٥٧). وانظر: مجلة لواء الإسلام، مرجع سابق ص (٢٥).

<<  <   >  >>