للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

-رضي الله عنها- للرسول -صلى الله عليه وسلم-: "والله يا رسول الله ما أهجر إلَّا اسمك" (١)، حيث قال: "هذا يدل على أن الاسم غير المسمى، وهي مسألة اختلف فيها أهل اللسان والمتكلمون" (٢).

وأما أن الاسم هو المسمى فعند قوله -صلى الله عليه وسلم-: "اللهم باسمك أحيا وباسمك أموت" (٣) قال: "فالاسم هنا: هو المسمى كقوله تعالى: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} (٤) أي سبح ربك، هذا قول الشارحين" (٥).

وقال أيضًا عند رقية جبريل للرسول -صلى الله عليه وسلم- بقوله: "باسم الله أرقيك" (٦): "الاسم هنا يراد به المسمى، فكأنه قال: الله يبريك، كما قال تعالى: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (١)} (٧) أي سبح ربك، ولفظ الاسم في أصله عبارة عن الكلمة الدالة على المسمى، والمسمى هو مدلولها غير أنه قد يتوسع فيوضع الاسم موضع المسمى مسامحة فتدبر هذا فإنه موضع كثر فيه الغلط وتاه فيه كثير من الجهال وسقط" (٨).

والتفصيل هو الصواب؛ لأن إنكار قول من قال: الاسم هو المسمى: لما في قوله من الاحتمال الباطل، وذلك بجعل الأسماء هي


(١) رواه البخاري في كتاب النكاح، باب غيرة النساء ووجدهن (ح ٥٢٢٨) (٩/ ٢٣٧). ومسلم في كتاب فضائل الصحابة باب فضائل عائشة -رضي الله عنها- ح (٢٤٣٩) (١٥/ ٢١٢).
(٢) المفهم (٦/ ٣٢٣).
(٣) رواه مسلم في كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب ما يقول عند النوم ح (٢٧١١) (١٧/ ٣٨).
(٤) سورة الأعلى، الآية: ١.
(٥) المفهم (٧/ ٤٠).
(٦) رواه مسلم في كتاب السلام، باب الطب والمرض والرقي ح (٢١٨٦) (١٤/ ٤٢٠).
(٧) سورة الأعلى، الآية: ١.
(٨) المفهم (٥/ ٥٦٤).

<<  <   >  >>