للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والسنة ثم سكتوا" (١).

وقال ابن خزيمة (٢): "نحن وجميع علمائنا من أهل الحجاز وتهامة واليمن والعراق والشام ومصر مذهبنا: أنا نثبت لله ما أثبته الله لنفسه، نقر بذلك بألسنتنا ونصدق ذلك بقلوبنا من غير أن نشبه وجه خالقنا بوجه أحد من المخلوقين عزَّ ربنا عن أن يشبه المخلوقين وجلَّ ربنا عن مقالة المعطلين، وعزَّ أن يكون عدمًا كما قاله المبطلون، لأن ما لا صفة له عدم، تعالى الله عما يقول الجهميون الذين ينكرون صفات خالقنا الذي وصف بها نفسه في محكم تنزيله، وعلى لسان نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-" (٣).

وقال الصابوني: "أصحاب الحديث يعرفون ربهم عز وجل بصفاته التي نطق بها وحيه وتنزيله أو شهد بها رسوله -صلى الله عليه وسلم- على ما وردت به الأخبار الصحاح ونقلته العدول الثقات عنه ويثبتون دته عز وجل ما أثبته لنفسه في كتابه، وعلى لسان رسوله -صلى الله عليه وسلم-، ولا يعتقدون تشبيهًا لصفاته بصفات خلقه، وقد أعاذ الله أهل السنة من التحريف والتكييف، ومنَّ عليهم بالتعريف والتفهيم، حتى سلكوا سبل التوحيد والتنزيه، وتركوا القول بالتعطيل والتشبيه، واتبعوا قول الله عز وجل: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (١١)} (٤) " (٥).

وقال ابن عبد البر: "أهل السنة مجمعون على الإقرار بالصفات


(١) شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي (٣/ ٤٨٠).
(٢) أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة إمام الأئمة الحافظ صاحب الصحيح وله كتاب "التوحيد" وغيرها من علماء السنة المنافحين عنها توفي سنة (٣١١ هـ) سير أعلام النبلاء (١٤/ ٣٦٥)، طبقات الحفاظ للسيوطي ص (٣٣٠) ترجمة (٧١٠).
(٣) التوحيد لابن خزيمة (١/ ٢٦).
(٤) سورة الشورى، آية: ١١.
(٥) عقيدة السلف وأصحاب الحديث ص (١٦٠، ١٦٢) باختصار.

<<  <   >  >>