للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الواردة كلها في القرآن والسنة، والإيمان بها، وحملها على الحقيقة، لا على المجاز، إلَّا أنهم لا يكيفون شيئًا من ذلك، ولا يُحدُّون فيه صفة محصورة، وأما أهل البدع والجهمية والمعتزلة كلها والخوارج، فكلهم ينكرها ولا يحمل شيئًا منها على الحقيقة، ويزعمون أن من أقر بها مُشبِّه، وهم عند من أثبتها نافون للمعبود، والحق فيما قاله القائلون بما نطق به كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وهم أئمة الجماعة والحمد لله" (١).

وقال أبو القاسم قوَّام السُّنَّة (٢): "قال علماء السلف: جاءت الأخبار عن النبي -صلى الله عليه وسلم- متواترة في صفات الله تعالى، موافقة لكتاب الله تعالى، نقلها السلف على سبيل الإثبات والمعرفة، والإيمان به والتسليم، وترك التمثيل والتكييف، وأنه عزَّ وجل أزلي بصفاته وأسمائه، التي وصف بها نفسه، أو وصفه الرسول -صلى الله عليه وسلم- بها، فمن جحد صفة من صفاته بعد الثبوت، كان بذلك جاحدًا ... والله تعالى امتدح نفسه بصفاته ودعا عباده إلى مدحه بذلك، وصدق به المصطفى -صلى الله عليه وسلم- وبيَّن مراد الله فيما أظهر لعباده من ذكر نفسه وأسمائه وصفاته، وكان ذلك مفهومًا عند العرب غير محتاج إلى تأويله" (٣).

وقال ابن قدامة: "ومذهب السلف -رحمة الله عليهم- الإيمان بصفات الله تعالى وأسمائه التي وصف بها نفسه في آياته وتنزيله أو على


(١) التمهيد (٧/ ١٤٥).
(٢) إسماعيل بن محمد بن الفضل التميمي الأصبهاني الملقب "قوام السنة" مكثر من التصنيف إذ له العديد من التصانيف النافعة في التفسير والحديث، والتوحيد، وغيرها توفي سنة (٥٣٥ هـ) طبقات المفسرين للسيوطي ص (٣٧). طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (٢/ ٣٠٢).
(٣) الحجة في بيان المحجة (١/ ١٨٣، ١٨٤).

<<  <   >  >>