للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"أحيانًا يأتيني مثل صلصلة الجرس وهو أشده عليَّ ... " (١).

قال: "والذي عندي في هذا الحديث: أن هذا تشبيه لأصوات خفق أجنحة الملائكة، فيعني أنها متتابعة متلاحقة، لا أن الله تعالى يتكلم بصوت، فإن كلامه تعالى ليس بحرف ولا صوت كما هو مبرهن عليه في موضعه فإن أراد هذا القائل: أن كلام الله تعالى القائم به صوت يسمع بحاسة الأذن فهو غلط فاحش، وما هذا اعتقاد أهل الحق، وإن أراد: أن الملائكة تسمع كلام ملك آخر يبلغهم عن الله بصوت فصحيح" (٢).

سئل شيخ الإسلام عن كلام الله تعالى هل هو بحرف وصوت، أم لا؟ فقال: الصواب الذي عليه سلف الأمة كالإمام أحمد والبخاري صاحب الصحيح في كتاب خلق أفعال العباد وغيره وسائر الأئمة قبلهم وبعدهم اتباع النصوص الثابتة، وإجماع سلف الأمة، وهو أن القرآن جميعه كلام الله حروفه ومعانيه، ليس شيء من ذلك كلامًا لغيره، ولكن أنزله على رسوله، وليس القرآن اسمًا لمجرد المعنى، ولا لمجرد الحرف بل لمجموعهما، وكذلك سائر الكلام، ليس هو الحرف فقط، ولا المعنى فقط ... وأن الله يتكلم بصوت كما جاءت به الأحاديث الصحاح" (٣).

وقد نصَّ أئمة الإسلام أحمد ومن قبله من الأئمة على ما نطق به الكتاب والسنة من أن الله ينادي بصوت، وأن القرآن كلامه تكلم به بحرف


(١) رواه البخاري في كتاب بدء الوحي باب كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ح (٢) (١/ ٢٥). ومسلم في كتاب الفضائل باب عرق النبي - صلى الله عليه وسلم - في البرد وحين يأتيه الوحي ح (٢٣٣٣) (١٥/ ٩٥).
(٢) المفهم (٦/ ١٧١).
(٣) الفتاوى (١٢/ ٢٤٣، ٢٤٤).

<<  <   >  >>