للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بَصِيرًا} (١) وقال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (٢).

وأخرج أبو داود في سننه عن أبي يونس مولى أبي هريرة، قال: سمعت أبا هريرة يقرأ هذه الآية: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} إلى قوله: {سَمِيعًا بَصِيرًا (٥٨)(٣) قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يضع إبهَامَهُ على أذُنِهِ والتي تليها على عينه قال أبو هريرة: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرؤُها ويضعُ إصبعيه قال ابن يونس: قال المقري: يعني أن الله سميع بصير: يعني أن لله سمعًا وبصرًا" (٤).

قال أبو داود - بعد ذكره للحديث -: "وهذا ردٌّ على الجهمية".

وقال البيهقي: "أراد بهذه الإشارة تحقيق إثبات السمع والبصر لله ببيان محلهما من الإنسان يريد أن له سمعًا وبصرًا، لا أن المراد به العلم، فلو كان كذلك لأشار إلى القلب، لأنه محل العلم، ولم يرد بذلك الجارحة (٥) فإن الله تعالى منزه عن مشابهة المخلوقين" (٦).

قال الحافظ ابن كثير- رحمه الله -: "فإذا نطق الكتاب العزيز ووردت الأخبار الصحيحة بإثبات السمع والبصر، والعين، والوجه، والعلم، والقوة، والقدرة، والعظمة، والمشيئة، والإرادة، والقول،


(١) سورة النساء، آية: ١٣٤.
(٢) سورة الشورى آية: ١١.
(٣) سورة النساء، آية: ٥٨.
(٤) رواه أبو داود في كتاب السنة، باب الجهمية وقال الحافظ ابن حجر سنده قوي على شرط مسلم، انظر: فتح الباري (١٣/ ٣٨٥) وقال الألباني في صحيح سنن أبي داود: صحيح الإسناد (٣/ ١٩٥).
(٥) الأولى: ترك مثل هذه العبارة لأنها ليست من عبارات السلف الذين يثبتون الصفات لله تعالى من غير تشبيه ولا تعرض لمثل هذه العبارات.
(٦) انظر: الأسماء والصفات للبيهقي (١/ ٤٦٣).

<<  <   >  >>