للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فمن خلال هذه النقولات عن القرطبي والمازري في هذه الصفة تبين تأويلهم لها، وحرصهم على صرفها عن ظاهرها.

فالقرطبي جعل إطلاق الصورة في حديث: "فيأتيهم الله في الصورة التي يعرفون" بمعنى الصفة.

وأما في الحديثين الآخرَين وهو قوله: "إذا قاتل ... فإن الله خلق آدم على صورته"، وقوله: "خلق الله آدم على صورته ستون ذراعًا" فأعاد الضمير في الحديث الأول على المضروب، والضمير في الحديث الثاني إلى آدم نفسه. وبيَّن أنه لو سلم بعودة الضمير فيهما إلى الله فيكون معنى صورته أي: صفته، وأما المازري فقد رد حديث: "إن الله خلق آدم على صورة الرحمن" ورد على ابن قتيبة في إثباته الصورة، وقوله: صورة لا كالصور. ثم بيَّن التأويلات في هذا الحديث، وهو قوله - عليه السلام -: "إذا قاتل .. فإن الله خلق آدم على صورته" فجعل الضمير إما يعود إلى المضروب، أو إلى آدم نفسه، وبيَّن أنه لو فرض عودته إلى الله تعالى لكان المقصود بالصورة، إما الصفة أو قصد بذلك التشريف.

فيكون الرد هنا أولا على المازري في رده لحديث: "إن الله خلق آدم على صورة الرحمن" وفي رده على ابن قتيبة ثم نتبع ذلك بالرد على هذه التأويلات التي ذكرها القرطبي والمازري بما يبطلها من كلام أهل السنة.

أما رد المازري لحديث: "إن الله خلق آدم على صورة الرحمن" فقد قال الحافظ ابن حجر بعد نقله لكلام المازري السابق في الفتح: "وقد أنكر المازري ومن تبعه صحة هذه الزيادة" ثم قال: "وعلى صحتها فيحمل على ما يليق بالباري سبحانه وتعالى".

قلت - أي: ابن حجر -: الزيادة أخرجها ابن أبي عاصم في

<<  <   >  >>