للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المخلوق، فإنه يحيل مساق الكلام ويخل بالمعنى، والأشبه ما ذكرناه أو التوقف كما قال السلف: "اقرؤوها كما جاءت" يعنون المشكلات (١).

وقال في موضع آخر: "لطفه وكرمه بعباده المؤمنين ورحمته لهم وعوده عليهم يقتضي أن يمن عليهم بأن يريهم وجهه إبلاغًا في الإنعام، وإكمالًا للامتنان، فإذا كشف عنهم الموانع وأراهم وجهه الكريم، فقد فعل معهم خلاف مقتضى الكبرياء، فكأنه قد رفع عنهم حجابًا يمنعهم ووجه الله تعالى هل هو عبارة عن وجوده المقدس أو عن صفة شريفة عظيمة معقولة؟ في ذلك لأئمتنا قولان" (٢).

وقال عند قوله تعالى: {يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} (٣) أي: يخلصون في عباداتهم وأعمالهم لله تعالى ويتوجهون إليه بذلك لا لغيره ويصح أن يقال: يقصدون بأعمالهم وجهه الكريم أي: وجوده المنزه المقدس عن صفات المخلوقين" (٤).

وعند قوله تعالى: {فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} (٥) قال: "أي جهة الله يعني القبلة وأضافها الله تعالى إليه تشريفًا، وقيل: رضاه، وقيل: رحمته كما قال في الحديث "فإن الرحمة تواجهه" (٦) وقال الفراء: العمل كما قال الشاعر:


(١) المفهم (١/ ٤١١).
(٢) المفهم (١/ ٤١٢).
(٣) سورة الأنعام، آية: ٥٢.
(٤) المفهم (٦/ ٢٨٥).
(٥) سورة البقرة، آية: ١١٥.
(٦) رواه الترمذي في أبواب الطهارة باب ماجاء في كراهية مسح الحصى في الصلاة وابن ماجه في كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها باب مسح الحصى في الصلاة وضعفه الألباني في ضعيف ص (٨٨) الجامع الصغير برقم (٦١٣).

<<  <   >  >>