للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ففي شرح القرطبي لحديث الشفاعة قال: "اعلم أن الله تعالى منزه عن يد الجارحة، واليد في كلام العرب تطلق على القدرة والنعمة والملك. واللائق هنا حملها على القدرة، وتكون فائدة الاختصاص لآدم: أنه تعالى خلقه بقدرته ابتداءً من غير سبب ولا واسطة خلق ولا أطوار قَلَبَهُ فيها وذلك بخلاف غيره من ولده، ويحتمل أن يكون شرفه بالإضافة إليه كما قال "بيتي" وقد قدمنا أن التسليم في المشكلات أسلم" (١).

وقال عند قوله - صلى الله عليه وسلم -: "وكلتا يديه يمين" (٢): "يفهم من إضافة اليدين إليه تعالى قدرته على المخلوقات" (٣).

وعند شرحه لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله يبسط يده بالليل ... " (٤) قال: "هذا الحديث أُجري مجرى المثل الذي يفهم منه دوام قبول التوبة واستدامة اللطف والرحمة" (٥).

وقال المازري في قوله تعالى {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} (٦): "أي: نعمتاه على تأويل اليد ههنا على النعمة، ونعم الله لا تحصى، فالتثنية للتأكيد لا حقيقية" (٧).

وقال في شرحه لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله يبسط يده ... ": "المراد بهذا: القبول على التائب؛ لأنه قد جرت العادة أن الإنسان إذا نُوول ما يقبله


(١) المفهم (١/ ٤٢٧).
(٢) رواه مسلم في كتاب الإمارة باب فضيلة الإمام العادل ح (١٨٢٧) (١٢/ ٤٥٢).
(٣) المفهم (٣/ ٣٧).
(٤) سبق تخريجه ص (٥٢٥).
(٥) المفهم (٧/ ١٠٦).
(٦) سورة المائدة، الآية: ٦٤.
(٧) المعلم (٢/ ٤٧).

<<  <   >  >>