للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والهراس، والغنيمان وغيرهم (١).

وقالوا: إن قوله - صلى الله عليه وسلم -: "كلتا يديه يمين" لبيان تنزيهه تعالى عن النقص والضعف كما في أيدينا، الشمال من النقص وعدم البطش، فهو من إجلال الله وتعظيمه (٢).

وقال آخرون: منهم: ابن خزيمة، والبيهقي، والألباني (٣)، وغيرهم (٤) بأن كلتا يدي الله يمين لا شمال ولا يسار فيهما.


(١) قال الشيخ محمد خليل هراس: يظهر أن المنع من إطلاق اليسار على الله عز وجل إنما هو على جهة التأدب فقط فإن إثبات اليمين وإسناد بعض الشؤون إليها كما في قوله تعالى: {وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} وكما في قوله عليه السلام: "إن يمين الله ملأى سحاء الليل والنهار" يدل على أن اليد الأخرى المقابلة لها ليست يمينًا انظر تعليقه على كتاب التوحيد، وانظر أقوال الآخرين في رد الدارمي على المريسي (٢/ ٦٩٨) وإبطال التأويلات لأبي يعلى (١/ ١٧٨) وقطف الثمر لصديق خان ص (٦٦) وشرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري للغنيمان (١/ ٣٠٦).
(٢) انظر رد الدارمي على المريسي (٢/ ٦٩٨).
(٣) هو الشيخ العلم العلامة محدث العصر محمد ناصر الدين الألباني ولد سنة (١٣٣٢ هـ) في ألبانيا ثم نزح إلى سوريا وتلقى العلم هناك حتى برز خصوصًا في علم الحديث جاء إلى المملكة مدرسًا في الجامعة الإسلامية سنة (١٣٨١ هـ) في أول تأسيسها ثم رجع إلى سوريا ثم استقر في الأردن له العديد من المؤلفات منها"سلسلة الأحاديث الصحيحة" "سلسلة الأحاديث الضعفية" "التوسل أنواعه وأحكامه" "جلباب المرأة المسلمة" وغيرها، توفي رحمه الله في "عمَّان" بالأردن يوم السبت (٢٢/ ٦/ ١٤٢٠ هـ).
(٤) سئل الشيخ الألباني رحمه الله: كيف نوفق بين رواية "بشماله" الواردة في حديث ابن عمر رضي الله عنهما وبين قوله - صلى الله عليه وسلم - "وكلتا يديه يمين".
فقال لا تعارض بين الحديثين بادئ بدء فقوله - صلى الله عليه وسلم - "وكلتا يديه يمين" تأكيد لقوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (١١)} فهذا الوصف الذي أخبر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تأكيد للتنزيه فيد الله ليست كيد البشر: شمال ويمين ولكن كلتا يديه سبحانه يمين.
وأمر أخر أن رواية "بشماله" شاذة كما بينتها في تخريج المصطلحات الأربعة الواردة في القرآن"، (رقم ١) للمودودي.

<<  <   >  >>