للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عندنا على الرضا ومظهرًا له غالبًا عبر عن سببه به، وقد قالوا: تضحك الأرض من بكاء السماء، أي: يظهر خيرها، وفي بعض الحديث: "فيبعث الله سحابًا يضحك أحسن الضحك" (١) يعني السحاب، ومنه قولهم:

.................. ... ضحك المشيب برأسه فبكى (٢)

وقال:

.................. ... في طعنة تضحك عن نجيع (٣)

فالضحك في هذه المواضع بمعنى: الظهور فيكون معناه في الحديث: أن الله تعالى رضي عن هذا العبد، وأظهر عليه رحمته وفضله ونعمته، ولهذا حمله قوم هنا: على أنه تجلى للعبد وظهر له" (٤).

وعند قوله -صلى الله عليه وسلم-: "يضحك الله عز وجل إلى رجلين يقتل أحدُهما الآخر كلاهما يدخل الجنة، قال: يقاتل هذا في سبيل الله فيستشهد، ثم يتوب الله على القاتل فيسلم فيقاتل في سبيل الله فيستشهد" (٥).

قال القرطبي في شرحه لهذا الحديث: "الضحك المنسوب إلى الله


(١) رواه أحمد في مسنده (٥/ ٤٣٥) قال عنه الهيثمي: رجاله رجال الصحيح انظر: مجمع الزوائد (٢/ ٢١٦)، وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (٤/ ٢٢٨) ح (١٦٦٥).
(٢) هو لدعبل بن علي الخزاعي المتوفى سنة (٢٤٦ هـ) وهذا عجز البيت، وصدره:
* لا تعجبي يا سلْمَ من رجلٍ *
انظر: شعر دعبل بن علي الخزاعي ص (٢٠٤).
(٣) لم أقف عليه.
(٤) المفهم (١/ ٤٢٤).
(٥) رواه البخاري في كتاب الجهاد والسير باب الكافر يقتل المسلم ثم يُسلِمُ فيسدِّدُ بعدُ ويقتل ح (٢٨٢٦) (٦/ ٤٧) ومسلم في كتاب الإمارة باب بيان الرجلين يقتل أحدهما الآخر يدخلان الجنة ح (١٨٩٠) (١٣/ ٣٩).

<<  <   >  >>