للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العرب معناه: الظهور فيكون المعنى ههنا: يظهر لهم، ومنه قوله تعالى: {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا} (١) معناه: ظهر، والضحك ذكرنا أنه يعبر به عن الرضا وإظهار الرحمة، فيكون المعنى على هذا: يظهر لهم وهو راضٍ، ويكون ذلك مجازًا خاطب عليه السلام به العرب على ما اعتادت من لغتها" (٢).

وهذا الذي أقرَّاه ونصراه من التأويل المذموم، وصرفِ للفظ عن ظاهره، وتعطيل لصفة الرب عز وجل التي جاءت في الأحاديث الصحيحة، وتلقاها السلف بالإيمان والتسليم.

وأما جعل الضحك عبارة عن الرضا أو الإكرام، أو من باب حذف المضاف، وجعل المضاف إليه مكانه وادعاء أن هذا الذي جاء في الحديث من باب المجاز، فقد رد العلماء هذه التأويلات.

قال أبو يعلى: "اعلم أنه غير ممتنع حمل هذه الأحاديث على ظاهرها من غير تأويل، وقد نصَّ أحمد على ذلك ... وقال المروذي (٣): سألت أبا عبد الله عن عبد الله التيمي، فقال: صدوق، وقد كتبت عنه من الرقائق، ولكن حكي عنه أنه ذكر حديث الضحك فقال: مثل الزرع الضحك وهذا كلام الجهمية" (٤).

وقد ردَّ الدارمي على من أوَّل الضحك في كلام يطول ذكره قال فيه: قال المعارض في تفسير الضحك أن ضحك الرب رضاه ورحمته،


(١) سورة الأعراف، آية: ١٤٣.
(٢) المعلم (١/ ٢٢٨).
(٣) أحمد بن محمد المروذي أبو بكر الإمام القدوة صاحب الإمام أحمد كان إمامًا في السنة شديد الاتباع توفي سنة (٢٧٥ هـ) سير أعلام النبلاء (١٣/ ١٧٣)، تاريخ بغداد (٤/ ٤٢٣).
(٤) إبطال التأويلات لأبي يعلى (١/ ٢١٧).

<<  <   >  >>