للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

منهم" (١)، حيث قال: "هذا ظاهر في تفضيل الملائكة على بني آدم، وهو أحد القولين للعلماء، وللمسألة غور ليس هذا موضع ذكره" (٢).

ومع فضل الملائكة عليهم السلام ومكانتهم إلَّا أنهم لا يعلمون الغيب إلَّا إذا اطلعهم الله تعالى عليه كما قال تعالى: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (٣١) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (٣٢)} (٣).

فالقرطبي عند شرحه لحديث الإسراء، وفيه: أن الملائكة عندما يستفتح جبريل - عليه السلام - كل سماء ويقول معي محمد يقولون وقد بعث إليه؟ (٤). قال: "هو استفهام من الملائكة عن بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - وإرساله إلى الخلق، وهذا يدل على أنهم لم يكن عندهم علم من وقت إرساله (٥).

وقال أيضًا: "الملائكة تستخرج ما عند الله تعالى من علم حال النطفة فتقول: يارب ما الرزق؟ ما الأجل؟ فيقضي ربك ما شاء أي: يظهر من قضائه وحكمه للملائكة ما سبق به علمه وتعلقت به إرادته فيكتب الملك من اللوح المحفوظ ثم يخرج بالصحيفة فيُطْلعُ اللهُ تعالى بسبب تلك الصحيفة من شاء من الملائكة الموكلين بأحواله على ذلك ليقوم كل بما عليه من وظيفته حسب ما سطر في صحيفته" (٦).


(١) سبق تخريجه ص (٥٧٣).
(٢) المفهم (٧/ ٧). وانظر: التفصيل في هذه المسألة في كتاب "مباحث الفاضلة في العقيدة" للدكتور محمد بن عبد الرحمن الشظيفي ص (٣٥٤).
(٣) سورة البقرة، الآيتان: ٣١، ٣٢.
(٤) رواه مسلم في كتاب الإيمان، باب الإسراء برسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى السموات وفرض الصلوات ح ١٦٢ (٢/ ٥٦٧).
(٥) المفهم (١/ ٣٨٩).
(٦) انظر: المفهم (٦/ ٦٥٤).

<<  <   >  >>