للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والحلم وكرم الأخلاق، وما يروى عنه من ذلك، فأكثره كذب لا يصح ... أما التصريح باللعن وركيك القول، مما اقتحمه جهال بني أمية وسفلتهم فحاش معاوية منه، ومن كان على مثل حاله من الصحبة والدين والفضل والعلم" (١).

وكذلك المازردي دافع عن هذا الصحابي الجليل فقال: "معاوية من عدول الصحابة وأفاضلهم وما وقع من الحروب بينه وبين علي وما جرى بين الصحابة من الدماء فعلى التأويل والاجتهاد (٢).

٣ - عائشة -رضي الله عنها-:

نال عائشة -رضي الله عنها- ما نال غيرها من الصحابة الكرام -رضي الله عنهم- من الشيعة أهل الكذب والافتراء، عندما أولوا إتمامها في السفر على أنها كانت في سفر معصية، فقال القرطبي مدافعًا عنها: هذا باطل قطعًا فإنها كانت، اتقى لله وأخوف وأطوع من أن تخرج في سفر لا يرضاه الله تعالى، وهذا التأويل عليها من أكاذيب الشيعة المبتدعة وتشنيعاتهم عليها {سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ} (٣) وإنما خرجت -رضي الله عنها- مجتهدة محتسبة في خروجها تريد أن تطفئ نار الفتنة ثم خرجت الأمور عن ضبطها وأقل درجاتها أن تكون ممن قال فيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر" (٤) " (٥).


(١) المفهم (٦/ ٢٧٨). وانظر: (٤/ ٥٣).
(٢) المعلم (٣/ ١٣٩).
(٣) سورة النور، الآية: ١٦.
(٤) رواه البخاري في كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، باب أجر الحاكم إذا اجتهد فأصاب أو أخطأ، ح ٧٣٥٢ (١٣/ ٣٣٠)، ومسلم في كتاب الأقضية باب بيان أجر الحاكم إذا اجتهد فأصاب أو أخطأ ح ١٧١٦ (١٢/ ٢٥٤).
(٥) المفهم (٢/ ٣٢٧).

<<  <   >  >>