للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الآثار، وهو مذهب، أهل السنة، ورد على منكري الدجال من المبتدعة، وذلك عند شرحه لهذا الحديث حيث قال: "إنما كان هذا من الأنبياء لما علموا من عظيم فتنته، وشدة محنته، ولأنهم لما لم يعين لواحد منهم زمان خروجه توقع كل واحد منهم خروجه في زمان أمته فبالغ في التحذير، وفائدة هذا الإنذار الإيمان بوجوده، والعزم على معاداته، ومخالفته، وإظهار تكذيبه، وصدق الالتجاء إلى الله تعالى في التعوذ من فتنته، وهذا مذهب أهل السنة وعامة أهل الفقه والحديث خلافًا لمن أنكر أمره وأبطله، من الخوارج وبعض المعتزلة" (١).

"وسمي الدجال مسيحًا لأنه ممسوح العين اليمنى، أو لأنه مسح الأرض أي: قطعها بالذهاب ومن سماه المسيخ بالخاء فهو من المسخ (٢).

وشدة الابتلاء به لِمَا أظهر الله تعالى على يديه من خوارق العادات من إنزال المطر والخصب على من يصدقه والجدب على من يكذبه، واتباع كنوز الأرض له، وما معه من جنة ونار، ومياه تجري، كل ذلك محنة من الله واختبار ليهلك المرتاب، وينجو المتيقن، وكل هذا أمر مخوف (٣).

وما مع الدجال من هذه حقيقة لا خيال، كما زعم ذلك الجهمية، وبعض المعتزلة. ق ال ابن كثير: "إن الدجال يمتحن الله به عباده بما يخلقه معه من الخوارق إلى مشاهدة في زمانه، ثم ذكر الخوارق التي معه ثم قال: وهذا كله ليس بمخرقة بل له حقيقة امتحن الله بها عباده في آخر الزمان، فَيُضلُّ به كثيرًا ويهدي به كثيرًا يكفر المرتابون ويزداد الذين آمنوا


(١) المفهم (٧/ ٢٦٧).
(٢) المفهم (١/ ٣٩٨)، والمعلم (١/ ٢٢٢).
(٣) فتح الباري لابن حجر (١٣/ ١١١).

<<  <   >  >>