للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كلام الرسول - صلى الله عليه وسلم - توبيخًا لهم حيث قال عند شرح هذا الحديث: "ذهب بعض الناس إلى أن الميت يسمع أخذًا بظاهر هذا الحديث، والذي عليه المحصلون من العلماء أن الله تعالى خرق العادة. بأن أعاد الحياة إلى هؤلاء الموتى ليقرعهم؛ - صلى الله عليه وسلم - وإلى هذا ذهب قتادة، وقد ذكر الحديث لعائشة فقالت: إنما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إنهم الآن ليعلمون أن الذي كنت أقول لهم الحق" ثم قرأت: {إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى} فأنت ترى عائشة كيف أنكرت ظاهر الحديث وحولته إلى لفظ آخر، والتشكك في سماع سائر الموتى وحسهم يخرم الثقة بالعلوم الضرورية" (١). وقال في موضع آخر: "اغتر بعض الناس بحديث القليب، فقال: إن الميت يسمع، وهذا غير صحيح عند أهل الأصول؛ لأن الحياة شرط في السمع فلا يسمع غير حي، وحمل بعض الناس ذلك على أنهم أعيدت لهم الحياة حتى سمعوا تقريعه عليه السلام لهم" (٢).


(١) المعلم (٣/ ٢٠٧).
(٢) المعلم (١/ ٣٢٤).

<<  <   >  >>