للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإلَّا الكل بعده. فإن مات مفرطًا أُطعم عنه لكل يوم فقير، وما سوى ذلك مما سنذكره سنن لا شيء فيها.

[باب صفة الحج والعمرة]

يدخل المسجد الحرام من باب بني شيبة (١). فإذا رأى البيت كبَّر ورفع يديه، قائلًا جهرًا: اللَّهُمَّ إنك أنت السلام ومنك السلام فحينا ربنا بالسَّلام وأدخلنا دارك دار السَّلام، اللَّهُمَّ زد هذا البيت تعظيمًا وتشريفًا وتكريمًا ومهابة وبرًّا، وزد من عظَّمه وشرَّفه ممن حجّه واعتمره تعظيمًا وتشريفًا وتكريمًا ومهابة وبرًّا، الحمد للَّه رب العالمين كثيرًا كما هو أهله. وكما ينبغي لكرم وجهه (٢) وعزّ جلاله، والحمد للَّه الذي بلّغني بيته، ورآني لذلك أهلًا، والحمد للَّه على كل حال.

اللَّهُمَّ إنك دعوت إلى حج بيتك الحرام وقد جئناك لذلك. اللَّهُمَّ تقبَّل منِّي، واعف عنِّي، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلَّا أنت.

ثم يضطبع (٣) ويستلم الحجر ويقبِّله ويقول: بسم اللَّه واللَّه أكبر (٤)،


(١) قوله: "في باب بني شيبة": شيبة هو ابن عثمان بن طلحة بن أبي طلحة عبد اللَّه بن أبي عبد العزّى ابن عثمان بن عبد الدار بن قصيّ، هاجر أبوه عثمان إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في الهدنة ورفع إليه مفتاح الكعبة، وقال: خذوها يا بني طلحة خالدة تالدة، وذكر الأزرقي أنَّ باب بني شيبة هو باب بني عبد شمس بن عبد مناف، وبهم كان يعرف بالجاهلية والإِسلام عند أهل مكة (ص ٤٣٦)، ولا زال بنو شيبة حتى يومنا هذا يحتفظون بمفتاح الكعبة عملًا بأمر النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-.
(٢) "وجهه" مطموسة في الأصل، وأثبتناها من المحرر (١/ ٢٤٥).
(٣) الاضطباع: أن يجعل وسط ردائه تحت عاتقه الأيمن وطرفيه فوق الأيسر.
(٤) قوله: "واللَّه أكبر"، مكررة في الأصل وعليها خط، مما يدل على أن الناسخ ألغاها.

<<  <   >  >>