كما أن لصاحب "المحرّر" مكانة بين العلماء فإن لمؤلف "المنوَّر" مكانة لا تقل عن سلفه، بل إن "المنوَّر" أظهر خلاصة "المحرّر" ولبابه، ووقف على مكنونه وخلص إلى زبدته، حتى أنه لا يكاد يذكر "المحرّر" إلَّا ويذكر "المنوَّر" معه على حد سواء.
ومؤلف "المنوَّر في راجح المحرّر"، هو الشيخ الإِمام العالم العلامة تقي الدين أحمد بن محمد بن علي الأدمي -بفتح الهمزة والدال-.
ومن الغريب أن يغيب اسم هذا العالم العَلَم عن معظم كتب الطبقات، إذ لم يذكر له مؤلفوها شيئًا يعرف به وبتاريخ ولادته ووفاته وبلده وشيوخه على وجه الدقة كما هو معتاد في التراجم (١).
(١) تم الرجوع إلى أمهات كتب الطبقات والأعلام فلم نعثر على شيء؛ فمن هذه المصادر مثلًا "طبقات" أبي يعلى، و (الذيل على الطبقات) لابن رجب، و"شذرات" ابن العماد، و"المنهج الأحمد" للعليمي، و"السحب الوابلة" لابن حميد، و"الأعلام " للزركلي، و"السير" للذهبي، و"المقصد الأرشد" لابن مفلح، و"مختصر طبقات الحنابلة" لابن شطي، و"البداية والنهاية" لابن كثير، ووجدناه في "الدر المنضد" للعليمي (٢/ ٤٩٩ - ٥٠٠)؛ (وقد أخبرني مسؤول مباشر عن المخطوطات في إدارة المخطوطات والمكتبات =