للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وعلى شجر يغرسه، فإن عملا في شجرهما بجزء متفاضل صح. وتصح المزارعة بجزء من الزرع والبذر من رب الأرض. فإن أخرجه العامل أخذ الزرع وعليه أجرة الأرض. وإن كانت البقر من أحدهما، والأرض والبذر والعمل من الآخر، صح. وعلى العامل السقي، وتنقية طريقه، والتلقيح، وإصلاح الجرين (١)، وقطع الشوك، وآلة الحرث، وبَقَرِهِ. وعلى رب الأرض شد الحيطان (٢)، وإنشاء النهر، والدولاب (٣) وما يديره من آلة ودابة، وكبش التلقيح. وحصاد الزرع على العامل. وجذ (٤) الثمر عليهما. والعامل أمين فإن بانت خيانته فمشرف من ماله (٥) فإن عجز فعامل مكانه. وإن شرط لأحدهما آصع (٦) مسمَّاة أو دراهم أو إحياء البذر فسد العقد، وللعامل أجرة مثله.


(١) قوله: "الجرين"، بفتح الجيم وكسر الراء: موضع تجفف فيه الثمار، ويسمِّيه أهل البحرين: "الفداء" مفتوحًا ممدودًا، وأهل البصرة يسمونه: "المربد"، وأهل الشام يسمونه: "البيدر". "معجم لغة الفقهاء" (ص ١٦٣)، المطلع (ص ١٣٢).
(٢) قوله: "شد الحيطان"، في المحرر: "كسد الحيطان" (١/ ٣٥٥).
(٣) الدولاب: واحد الدواليب، فارسي معرب، بضم الدال وفتحها، مما يستقي بها، يديرها الماء للسقي، انظر: المطلع (ص ٢٥٢)، وذكر أنواعًا، منها الناعورة، ضرب من الدلاء.
(٤) الجذاذ: جذه كسره وقطعه، ومنه قوله تعالى: {عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ (١٠٨)}، أي: مقطوع، مختار الصحاح (ص ٩٧)، وقال في المطلع: حكي أنه بالذال والدال، في النخل وغيره (ص ١٣٢).
(٥) قوله: "فمشرف من ماله"، قال في المحرر: أي استؤجر من ماله مشرف يراقبه يمنعه من الخيانة (١/ ٣٥٥).
(٦) قوله: "آصع"، جمع صاع، ومقدار الصاع أربعة أمداد = ٢٧٥١ غرام، وعند آخرين ٢٧٢٨ غرام، ويعادل حجم مكعب طول ضلعه ٦.١٤ سم. "الفقه الحنبلي الميسر" (١/ ١٣)، والصاع عند الجمهور ٢١٧٢ غرام، وباللتر ٧٤٨.٢ يعادل ١/ ٣.٥ رطلًا = ٦٨٥. "معجم لغة الفقهاء" (ص ٤٥٠).

<<  <   >  >>