للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{وَآمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ} من القرآن {مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ} من التوراة بموافقته له في التوحيد والنبوَّة {وَلَا تَكُونُوا أَوَّل كَافِرٍ بِهِ} من أهل الكتاب لأنَّ [مَنْ] (١) خَلفَكم تَبَعٌ لكم فإثمُهم عليكم {وَلَا تَشْتَرُوا} تستبدلوا {بِآيَاتِي} التي في كتابكم من نعت محمَّدٍ {ثَمَنًا قَلِيلًا} عوضًا يسيرًا من الدنيا؛ أي: لا تكتموها خوفَ فوات ما تَأخذونه من سَفَلتِكم {وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ} خافون في ذلك دون غيري. {وَلَا تَلْبِسُوا} تخلِطوا {الْحَقَّ} الذي أَنزلتُ عليكم {بِالْبَاطِلِ} الذي تَفترونه (٢) {وَ} لَا {تَكْتُمُوا الْحَقَّ} نعت محمَّدٍ {وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} أنه الحق {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ} صلُّوا مع المصلِّين محمَّدٍ وأصحابه. ونزل فِي علمائهم وكانوا يقولون لأَقربائهم المسلمين: اثبتوا على دين محمَّدٍ فإنه حقٌّ {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ} بالإِيمان بمحمَّدٍ {وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ} تتركونها فلا تأمرونها به {وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ} التوراةَ، وفيها الوعيدُ على مخالفة القول العملَ {أَفَلَا تَعْقِلُونَ} سُوءَ فِعلكم فترجعون؟ فجملةُ النسيان محلُّ الاستفهام الإنكاري. {وَاسْتَعِينُوا} اطلبوا المعونةَ على أموركم {بِالصَّبْرِ} الحبس للنفس على ما تكره {وَالصَّلَاةِ} أفردها بالذكر تعظيمًا لشأنها، وفي الحديث: ((كَانَ صلى الله عليه وسلم إذا حَزَبَهُ أَمْرٌ بَادَرَ إِلَى الصَّلَاة)) (٣). وقيل:


(١) زيادة من شيخنا، قال: لا يستقيم المعنى إلا بها، ولم نجدها في نسخ الجلالين المطبوعة.
(٢) كذا في طبعة دار السلام، وابن كثير وحاشية الصاوي وحاشية الجمل، وهي التي رجحها شيخنا، وفي نسخة قباوة: (تغيرونه).
(٣) أخرجه أحمد (٢٣٢٩٩)، وأبو داود (١٣١٩)، كلاهما من طريق يحيى بن زكريا، عن عكرمة بن عمار، عن محمد بن عبد الله الدؤلي، عن عبد العزيز ابن أخي حذيفة، عن حذيفة، قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر، صلى». وهذا إسناد رجاله ثقات غير محمد بن عبد الله الدؤلي وشيخه عبد العزيز بن أخي حذيفة، فهما مجهولان.
أما محمد بن عبد الله الدؤلي؛ فقد قال الذهبي في «الميزان» (٧٧٤٧): «ما أعلم روى عنه غير عكرمة بن عمار»، وقال الحافظ في «التقريب» (٦٠٤٢): «مقبول»، أي حيث يتابع وإلا فهو لين؛ بحسب اصطلاحه.
وأما عبد العزيز بن أخي حذيفة؛ فقد روى عنه حميد بن زياد اليمامي، وذكره ابن حبان والعجلي في ثقاتهما. ينظر: على التوالي (٤١٦١)، و (١٠١٩).
والحديث حسنه الحافظ في «الفتح» (٣/ ١٧٢)، والألباني في «صحيح سنن أبي داود» (١١٩٢).

<<  <   >  >>