للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الخطابُ لليهود لَمَّا عاقَهم عن الإيمان الشَّرهُ وحُبُّ الرياسة فأُمروا بالصبرِ وهو الصوم؛ لأنهُ يكسرُ الشهوةَ، والصلاةَ؛ لأنها تُورثُ الخشوعَ وتنفي الكِبْرَ {وَإِنَّهَا} أي: الصلاةُ {لَكَبِيرَةٌ} ثقيلةٌ {إلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ} الساكنين إلى الطاعة {الَّذِينَ يَظُنُّونَ} يوقنون {أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ} بالبعث {وَأَنَّهُمْ إلَيْهِ رَاجِعُونَ} فِي الْآخرة فيجازيهم.

وقولُ المؤلِّف: (أولاد يعقوب): في هذا بيانُ المراد بإسرائيل أنه نبيُّ اللهِ يعقوب، ومعنى إسرائيل: عبد الله (١)؛ كإسماعيل وجبرائيل.

وقولُه: (أي: على آبائكم من الإنجاء من فرعونَ، وفلقِ البحرِ، وتظليلِ الغمامِ، وغير ذلك؛ بأن تشكروها بطاعتي): لأنَّ الإنعامَ على الآباء إنعامٌ على الذريَّة؛ كما قال تعالى عن العبد الشاكر (٢) في دعائه: {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ} [الأحقاف: ١٥]، وأخبر عن نبي الله سليمانَ بمثل ذلك؛ لذلك أمر اللهُ بني إسرائيل أن يذكروا ما أنعم الله به على آبائهم ممَّا قصَّه تعالى في هذه الآيات التالية، ومن نِعم الله على بني إسرائيل ما ذَكَّر به موسى قومَه إذ قال: {اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ} [سورة المائدة: ٢٠].


(١) ينظر: «تفسير الطبري» (١/ ٥٩٣).
(٢) قيل: هو أبو بكر الصديق، وروي ذلك عن ابن عباس وجماعة، وقيل: نزلت في سعد بن أبي وقاص، وقيل: هي عام في جنس الإنسان. ينظر: «تفسير الطبري» (٢١/ ١٤١)، و «زاد المسير» (٤/ ١٠٧).

<<  <   >  >>