للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله: {وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} أنَّ ما كتبتموه هو الحقُّ، ولذا قال المؤلِّفُ في تفسير الحقِّ الذي كتموه: هو نعتُ محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم.

وفي قوله: {وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} قال: (أنه الحق)؛ أي: وأنتم تعلمون أنَّ ما كتمتموه من نعتِ محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم هو الحق، وجملة: {وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} حال.

وقول المؤلِّف في تفسير البر أنَّه الإيمانُ بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم؛ يقتضي أنَّ من علماء اليهود مَنْ يأمرُ العامَّةَ بالإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو لم يؤمنْ به، وهذا لا يُستَبعدُ، ولكنَّ البرَّ في الآية أعمُّ ممَّا ذكرَه المؤلِّفُ (١).

وقوله في الكتاب أنه التوراة: صحيحٌ، ولا يحتملُ الكتابُ غيرَ التوراةِ؛ لأنَّ الخطابَ لعلماء بني إسرائيل.

وقولُه: (فترجعون): أي عن سوء فعلِكم.

وقولُه: (فجملة النسيان): يريد قولَه تعالى: {وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسكُمْ}.

وقولُه: (محل الاستفهام الإنكاري): يريد أنَّ الاستفهامَ الإنكاري في قوله تعالى: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ}.

وقوله: {أَفَلَا تَعْقِلُونَ} يتعلَّقُ بقوله سبحانه عنهم: {وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسكُمْ} لا بقوله: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ}، فالأمرُ بالبرِّ خيرٌ وفعلٌ لواجبٍ كما تقدَّم بيانُه.

وقولُه: (اطلبوا المعونة على أموركم): هذا تفسير قوله: {اسْتَعِينُوا}؛ لأنَّ السين والتاء تدلان على الطلب؛ مثل: استغفروا؛ أي: اطلبوا المغفرة.

وقولُه: (الحبس للنفس على ما تكره): تفسيرٌ للصبر، وهو يشملُ أنواعَ الصبر الثلاثة:


(١) وهو قول السدي وقتادة وابن جريج، واختاره: الطبري وابن كثير. ينظر: «تفسير الطبري» (١/ ٦١٣ - ٦١٦)، و «تفسير ابن كثير» (١/ ٢٤٦).

<<  <   >  >>