وقولُ المؤلِّف:(جملةٌ خبريةٌ): أي من حيث اللفظ، أمَّا من حيث المعنى فهي مدحٌ وثناءٌ على الله، ولهذا قال المؤلِّف:(قصدَ بها الثناء على الله بمضمونها).
وقولُه:(مالكٌ … أو مستحق): إشارةٌ إلى أنَّ اللام في قوله: {لِلَّهِ}: يُحتمل أن تكون للملك أو للاستحقاق، والأظهر: أنها للاستحقاق (١).
وقولُه:(واللهُ عَلَمٌ على المعبود بحق): هذا الاسم «الله» مختصٌّ بربِّ العالمين، وهو الإله الحقُّ المعبودُ بحق، ولكن هذا الاسم ليس علمًا محضًا بل هو عَلَمٌ وصفةٌ؛ لأنَّ أصلَ اللفظ مُشتقٌّ، فأصل الله إله، بمعنى: مألوه أي: معبود، فحُذفت الهمزةُ، وأُدغمتِ اللامُ في اللام مع التفخيم كما تقدَّم.
وقولُه:(وجُمع بالياء والنون)؛ أي: جُمعَ العالمُ جمعَ مذكَّرٍ سالمٍ مع أنَّ العوالمَ منها ما يَعقِل ومنها ما لا يَعقِل، وما لا يَعقِلُ لا يُجمعُ جمعَ مذكَّرٍ، ولكن يقول المؤلِّف: غُلِّب أُولوا العلم؛ يعني: أُولوا العقل؛ أي: غلبَ مَنْ يَعقِلُ على ما لا يعقل فجُمع جمعَ مذكَّرٍ سالمٍ. والصحيحُ أنَّ عالَم قد فقد فيه ثلاثةَ شروطٍ من شروط ما يُجمعُ جمعَ مُذكَّرٍ سالم:
الأولُ: أنَّ العالم ليس بعَلَمٍ ولا صفة، وهذا شرطٌ فيما يُجمع جمعَ مذكر سالم.
الثاني: أن يكون مذكرًا حقيقيًا، والعالَمُ مذكرٌ لفظًا.
الثالث: أن يكون ما يُجمعُ جمعَ مُذكَّرٍ سالمٍ عاقلًا، والعالَم منه ما يعقلُ ومنه ما لا يعقلُ كما تقدَّم.
ولهذا كان الصواب: أنَّ العالمين مُلحقٌ بجمع المذكَّرِ السالم.
(١) لأنها داخلة بين معنى وذات. ينظر: «اللامات» للزجاجي (ص ٦٥)، و «مغني اللبيب» (ص ٢٧٥)، و «حاشية الصبان على الأشموني» (٢/ ٣٢٠).