للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقولُه: (وهو من العلامة): يريد أنَّ العالَم والعالمين سُمِّيَ بذلك لأنه دالٌ على موجده، فكلُّ مخلوقٍ هو علامةٌ على الخالق سبحانه، وهذا معنى قول المؤلِّف: أنَّ العالَمَ مأخوذٌ اسمُه من العلامة، والعلامةُ ما يعرف به الشيء ويدلُّ عليه (١)، ويقال: له أيضًا آية، والآية والآيات بهذا المعنى هي الآياتُ الكونية، وهي: المخلوقات. والآية والآياتُ في القرآن يُرادُ بها في الغالب الآياتُ الكونيةُ؛ كقوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً} [البقرة: ٢٤٨]، {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ} [يونس: ٦٧]، {وَمِنْ آيَاتِهِ} [الروم: ٢٠]، ويُرادُ بها تارةً الآياتُ الشرعية، وهي: آياتُ القرآن؛ كقوله: {تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ} [يونس: ١]، {مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ} [آل عمران: ٧].

* * *


(١) ينظر: «تفسير الماوردي» (١/ ٥٥)، و «تفسير البغوي» (١/ ٥٢)، و «تفسير ابن عطية» (١/ ٧٤)، و «الكتاب الفريد في إعراب القرآن المجيد» للهمذاني (١/ ٧٥).

<<  <   >  >>