وقولُ المؤلِّف:(للإضراب): يريد أنَّ «بل» تُفيد الإضراب؛ وهو الانتقالُ عن إثبات حكمٍ لشيءٍ بإثباتِه لغيره، فتبيَّن بذلك أنَّ السببَ الحقيقيَّ في عدم قَبولهم دعوةَ الرسول صلى الله عليه وسلم هو اللعنُ من الله والطبعُ على قلوبهم.
وقولُه:(وخذلهم عن القبول): أي لم يوفِّقهم لقبول الحقِّ، فالخذلانُ عدم التوفيق.
وقولُه:(وليس عدم قَبولهم لخللٍ في قلوبهم): يريد أنَّ كفرَهم أوَّلَ مرَّةٍ هو سببُ عدم قبولهم، لا لمانعٍ في قلوبهم كما زعموا بقولهم:{قُلُوبنَا غُلْفٌ}.
وقولُه:(وهو القرآن): بيانٌ للمراد بالكتاب المصدّق الذي جاء من عند الله.
وقولُه:(قبل مجيئه): بيانٌ للمُضاف إليه المحذوف في قوله: {مِنْ قَبْلُ}؛ أي: من قبل مجيء الكتاب الذي هو القرآن.
وقولُه:(يستنصرون): هذا معنى {يَسْتَفْتِحُونَ}؛ لأنَّ الفتحَ هو النصر، والاستفتاحُ: طلبُ النصر، وكانوا يدعون اللهَ أن ينصرهم على الكفار (١).
وقولُه:(يقولون … ) إلى آخره: بيانٌ لِمَا كانوا يدعون به في استفتاحهم، وهو يدلُّ على أنهم على علمٍ بمبعث النبي صلى الله عليه وسلم ولذا كانوا يترقَّبون مبعثه. وقولُه:(وجواب «لَمَّا» الأولى … ) إلى آخره: لَمَّا الأولى في قوله: {وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ}، ولَمَّا الثانية في قوله:{فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا}، وجوابها قوله:{كَفَرُوا بِهِ}، وجواب «لَمَّا» الأولى محذوفٌ دلَّ عليه جواب «لَمَّا» الثانية؛ فالتقدير: ولَمَّا جاءهم كتاب من عند الله مصدقٌ لِمَا معهم كفروا به.
(١) ينظر: «تفسير الطبري» (٢/ ٢٣٦) وما بعدها، و «معاني القرآن» للزجاج (١/ ١٧١).