للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقولُه: (باعوا): هذا تفسيرُ {اشْتَرَوْا}، وهذا من مواضع مجيء «اشترى» بمعنى باع؛ فيكون {اشْتَرَوْا} في الآية مثل قوله: {وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}؛ أي: باعوا به أنفسهم، ولهذا كانت الباءُ داخلةً على المأخوذ في الآيتين.

وقولُه: (حظها من الثواب): تفسيرٌ لقوله: (باعوا أنفسهم)؛ فالمعنى: باعوا حظَّهم من الثواب في الآخرة بأعظم أسباب العذاب وهو الكفر بما أنزل الله.

وقولُه: «ما» نكرة بمعنى شيئًا … ) إلى آخره: هذا أحدُ الأقوال في «ما» التي بعد «بئس»، وقيل: «ما» اسم موصول بمعنى الذي، فتكون في موضع رفعِ فاعلٍ لـ «بئس»، وهذا أظهر لفهم المعنى (١).

وقولُه: (من القرآن): بيانٌ لِمَا في قوله: {مَا أَنْزَلَ اللَّهُ}، وقيل: ما أنزل الله في التوراة في شأن محمد صلى الله عليه وسلم، والأولُ هو ما يقتضيه السياق، ولو قيل إنَّ قولَه: {بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ} عامٌّ لكان له وجهٌ (٢).

وقولُه: (مفعول له … ) إلى آخره: يُبيّن بذلك إعراب {بَغْيًا} ومعناها؛ فالمعنى: كفروا بما أنزل الله حسدًا على إنزال الله من فضله على من يشاء من عباده، وهو ما أنزله من الكتاب والحكمة على محمد صلى الله عليه وسلم.

وقولُه: (بالتخفيف والتشديد): يُبيّن أنَّ في قوله: {أَنْ يُنْزِلَ اللَّهُ} قِراءتين؛ بتشديد الزاي وتخفيفها (٣).


(١) ينظر: «معاني القرآن» للفراء (١/ ٥٦ - ٥٨)، و «تفسير الطبري» (٢/ ٢٤٣ - ٢٤٦)، و «الكشاف» (١/ ٢٩٧)، و «التبيان في إعراب القرآن» (١/ ٩١).
(٢) ومال إليه ابن عطية. ينظر: «المحرر الوجيز» (١/ ٢٨٢ - ٢٨٣).
(٣) قرأ ابن كثير وأبو عمرو بسكون النون وتخفيف الزاي، والباقون بفتح النون وتشديد الزاي. ينظر: «السبعة في القراءات» (ص ١٦٤ - ١٦٥)، «النشر في القراءات العشر» (٢/ ٢١٨ - ٢١٩).

<<  <   >  >>