للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقولُه: (الوحي): تفسيرٌ للفضل المنزَّل وهو الوحيُ المتضمنُ للإنباء والإرسال.

وقولُه: (للرسالة): يُبيّن أنَّ {يَشَاءُ} مضمَّنٌ معنى يختار؛ فالمعنى: على مَنْ يختاره للرسالة.

وقولُه: (رجعوا): فيه أنَّ معنى: «باء» رجع، فهي مثل «آب» في المعنى، مع أنها عكسها في ترتيب الحروف (١).

وقولُه: (من الله بكفرهم … ) إلى آخره: يريد أنَّ المعنى: رجعوا بغضبٍ عظيمٍ من اللهِ بسبب كفرهم بما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم.

وقولُه: (استحقوه … ) إلى آخره: يُبيِّن أنَّ معنى {عَلَى غَضَبٍ}: أنَّ اللهَ قد غضب عليهم بكفرهم بما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم، على غضبٍ استحقُّوه قبل ذلك بسبب تحريفِ التوراة وكفرهم بعيسى عليه السلام، فكفروا مرَّتين، وغضب الله عليهم مرتين (٢).

وقولُه: (ذو إهانة): معناه أنَّ عذابَ الكافرين فيه إهانةٌ وإذلالٌ لهم.

* * *


(١) تقدم في (ص ١٤٥).
(٢) قال شيخ الإسلام: «وأخبر أنهم باؤوا بغضب على غضب؛ فإنهم ما زالوا يفعلون ما يغضب الله عليهم، فإما أن يراد بالتثنية تأكيد غضب الله عليهم، وإما أن يراد به مرتان، والغضب الأول: تكذيبهم المسيح والإنجيل، والغضب الثاني: لمحمد والقرآن». «الجواب الصحيح» (١/ ٣٩٨). وينظر: «تفسير الطبري» (٢/ ٢٥٠ - ٢٥٣)، و «معاني القرآن» للزجاج (١/ ١٧٤)، و «زاد المسير» (١/ ٨٧ - ٨٨).

<<  <   >  >>