للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إلَيْك} يا محمد {آيَات بَيِّنَات} واضحات. ردٌّ لقول بن صوريا للنبي ما جئتنا بشيء. {وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الفَاسِقُون} كفروا بها {أَوَ كُلَّمَا عَاهَدُوا} اللَّه {عَهْدًا} على الإيمان بالنبي إن خرج أو النبي ألا يعاونوا عليه المشركين {نَبَذَهُ} طرحه {فَرِيق مِنْهُمْ} بنقضه؟ جواب «كلما» وهو محل الاستفهام الإنكاري {بَلْ} للانتقال {أكثرهم لا يؤمنون} {وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُول مِنْ عِنْد اللَّه} محمد صلى الله عليه وسلم {مُصَدِّق لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّه} أي: التوراة {وَرَاء ظُهُورهمْ} أي: لم يعملوا بما فيها من الإيمان بالرسول وغيره {كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} ما فيها من أنه نبيٌّ حق أو أنها كتاب الله {وَاتَّبَعُوا} عطف على «نبذ» {مَا تَتْلُو} أي: تلت {الشَّيَاطِينُ عَلَى} عهد {مُلْكِ سُلَيْمَان} من السِّحر، وكانت دفنته تحت كرسيه لما نُزِع ملكه، أو كانت تسترقُ السمعَ وتضمُّ إليه أكاذيب وتُلْقِيه إلى الكهنة فيدونونه، وفشا ذلك وشاع أنَّ الجنَّ تعلمُ الغيب، فجمع سليمانُ الكتب ودفنها، فلما مات دلَّت الشياطينُ عليها الناس فاستخرجوها فوجدوا فيها السحر، فقالوا: إنما مَلَكَكُم بهذا فتعلَّموه ورفضوا كتب أنبيائهم. قال تعالى تبرئةً لسليمان وردًّا على اليهود في قولهم: انظروا إلى محمد يذكر سليمان في الأنبياء وما كان إلا ساحرًا: {وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ} أي: لم يعمل السِّحر لأنه كُفْرٌ {وَلَكِنَّ} بالتشديد والتخفيف {الشَّيَاطِين كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاس السِّحْرَ} الجملة حال من ضمير كفروا {و} يُعلِّمونهم {مَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ} أي: ألهماه من السحر، وقُرئ بكسر اللام الكائنين {بِبَابِل} بلدٌ في سواد العراق {هَارُوتَ وَمَارُوتَ} بدل أو عطف بيانٍ للملكين. قال ابن عباس: هما ساحران كانا يعلمان السحر. وقيل ملكان أُنزلا لتعليمه ابتلاءً من الله للناس {وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ}

<<  <   >  >>