للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقولُه: (بدل أو عطف بيان للملكين): هذا صحيحٌ فهما في موضع جر بالفتحة لأنهما ممنوعان من الصرف.

وقولُه: (قال ابن عباس … ) إلى آخره: الصوابُ أنهما ملكان كما هو ظاهر القرآن (١).

وقولُه: (زائدة): أي زائدة لتأكيد العموم.

وقولُه: (له نصحًا): يُبيِّنُ أنَّ قول الملكين لمن يريد أن يتعلَّم منهما السحر هو نصحٌ منهما له ليترك تعلُّمه، فدلَّ ذلك على أنهما مَلَكان لا ساحران.

وقولُه: (بلية من الله للناس … ) إلى آخره: فيه تفسيرُ الفتنة بالبلية (٢)؛ فمعنى قول الملكين {إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ}: أي ابتلاءٌ من الله للعباد، ليتبيَّنَ مَنْ يؤثِرُ تعلُّمَ السحرِ والكفرِ على الإيمان فيكفر بذلك، ومَن يؤثِرُ الإيمان على السحر فيترك تعلُّمَه فيكون مؤمنًا.

وقولُه: (فإنْ أبى إلا التعليم علَّماه): يدلُّ له قوله تعالى: {فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ} وقوله: {وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ}.

وقولُه: (أي: السحرة): وهم الذين تعلَّموا السِّحر من الملكين.

وقولُه: (زائدة): أي لتأكيد العموم.

وقولُه: (بإرادته): تفسيرٌ للإذن، وهو الإذنُ الكوني والإرادة الكونية التي بمعنى المشيئة؛ فالمعنى: إلَّا بمشيئته تعالى.

وقولُه: (في الآخرة): لأنَّ الضررَ في الآخرة أعظمُ من الضرر في الدنيا، والسحرُ ضررٌ على صاحبه في الدنيا والآخرة.


(١) أثر ابن عباس لم نجده مسندًا، وذكره بعض المفسرين منسوبًا له. ينظر: «تفسير الثعلبي» (٣/ ٤٨٠)، و «البحر المحيط» (١/ ٥٢٧).
(٢) ينظر: «الوجوه والنظائر» لمقاتل (ص ٦٣ - ٦٤)، و «نزهة الأعين النواظر» لابن الجوزي (ص ٤٧٨ - ٤٧٩).

<<  <   >  >>