للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقولُه: (حقيقة ما يصيرون إليه … ) إلى آخره: هذا تقديرٌ لمفعول «يعلمون» في قوله تعالى: {لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}، فيكون المعنى: لو كانوا يعلمون حقيقةَ ما يصيرون إليه من عذاب الله ما تعلَّموا السحر.

وقولُه: (أي: اليهود): يُفيد أنَّ الآية من تمام الكلام عن اليهود في الآيات السابقة، وفيها ترغبيهم في الإيمان والتقوى ببيان عاقبة ذلك، والمثوبة مصدرٌ ميمي بمعنى الثواب، وهو الثوابُ من عند الله، وذلك خيرٌ لهم مما باعوا به أنفسهم، وجواب «لو» الأولى جملة {لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ}، وجواب «لو» الثانية محذوفٌ تقديره: لو كانوا يعلمون العلمَ الصحيح لَمَا آثروا الكفرَ والسحرَ على الإيمان والتقوى.

وبعد: فقد دلَّت هذه الآية، وهي الثانية بعد المئة على تحريم السحر، وتحريمِ تعلُّمه وتعليمه والعمل به، وذلك من وجوه:

الأول: ذم اليهود باتباعهم له.

الثاني: أنه من علم الشياطين؛ تتلوه، وتعلمه.

الثالث: أنه كفرٌ؛ لقوله: {وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا}، وقوله: {فَلَا تَكْفُرْ}.

الرابع: أنه وسيلةٌ للتفريق بين الزوجين وإفسادِ ما بينهما من المودة.

الخامس: أنه يضرُّ ولا ينفع.

السادس: أنَّ مَنْ اشترى علمَ السحر {مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلَاق}.

السابع: قوله تعالى: {وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ} (١).

ومما ينبغي أن يُعلَم أنَّ السحر نوعان:


(١) ينظر: «تيسير العزيز الحميد» (٢/ ٦٧٦).

<<  <   >  >>