الآيةُ على هذا نوعين من الآيات؛ آيةٌ نزلت ثم نُسخ حُكمها، وآيةٌ أُخِّر نزولها، وفي كلٍّ من النوعين وعدَ اللهُ أن يأتي بخيرٍ منها أو مثلها.
وقولُه:(وفي قراءة بلا همزة من النسيان … ) إلى آخره: يذكر القراءة الأخرى، وهي التي بضمِّ النون بلا همزٍ، وجزمِ الفعل بحذف حرف العلة، وهي من النسيان الذي هو ذهابُ الشيءِ من القلب، ولهذا قال المؤلف - مُفسِّرًا هذه القراءة -: (أي: نمحُها من قلبك)؛ لأنَّ الخطابَ فيها للنبي صلى الله عليه وسلم بدليل قوله بعدها:{أَلَمْ تَعْلَمْ}.
وقولُه:(وجواب الشرط): أي: المفهوم من «ما» الشرطية؛ جوابه هو قوله تعالى:{نَأْتِ بِخَيْرٍ}.
وقولُه:(في السهولة أو كثرة الأجر): يُبيِّنُ بهذا أنَّ الخيرَ الموعود هو ما ينفع العباد في العاجل إذا كان النسخُ إلى الأخفِّ والأسهلِ، أو الآجلِ بكثرة الأجرِ إذا كان النسخُ إلى أثقلَ من الأول.
وقولُه:(في التكليف والثواب): يُبيِّنُ أنَّ الآيةَ الثانية تكون مِثل الأولى في التكليف من حيث السهولة والمشقة، وفي الثواب؛ أي: من حيث مقدار الأجر.
وقولُه:(يفعل فيهما ما يشاء): يُشير إلى أنَّ من مُقتضى مُلكه التصرفُ في الأحكام بالنسخ والتبديل والتقديم والتأخير.
وقولُه:(أي: غيره): تفسيرٌ لقوله: (من دونه).
وقولُه:(«من» زائدة): يريد: «من» في قوله: {مِنْ وَلِيٍّ}، يقول: زائدة؛ أي: لتأكيد العموم. وقولُه:(يحفظكم)، وقولُه:(يمنع عذابه): بيانٌ للفرق بين الوليِّ والنصيرِ، فالوليُّ: هو الجالبُ للمنافع، والنصيرُ: هو الدافعُ للمضار، والله تعالى هو الوليُّ والنصيرُ، وما للعباد من دونه وليٌّ ولا نصيرٌ؛ لأنه لا يأتي بالحسنات ولا يدفع السيئات غيره.