للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقولُه: (القولة): يريد أنَّ اسمَ الإشارة في قوله: {تلك} راجعٌ إلى الفعلة من القول.

وقولُه: (شهواتهم الباطلة): أي التي يتمنَّونها ويطمعون في حصولها، ومنها: دخولهم الجنة دون غيرهم.

وقولُه: (حجَّتكم على ذلك): فسَّر البرهانَ بالحجة، وهو الحجةُ القاطعةُ المفيدة لمدلولها؛ فالبرهانُ أخصُّ من الحجة.

وقولُه: (فيه): أي فيما تدعونه من اختصاصكم بدخول الجنة.

وقولُه: (يدخل الجنة غيرهم): يُبيِّنُ أنَّ {بلى} إبطالٌ للنفي في قولهم: {لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ}، فكلُّ {مَنْ أَسْلَمَ وَجْهه لِلَّهِ وَهْوَ مُحْسِن} فإنه يدخل الجنة.

وقولُه: (انقاد لأمره): فسَّرَ الإسلامَ بالانقياد؛ لأنَّ الإسلام استسلامٌ وتسليمٌ.

وقولُه: (خص الوجه … ) إلى آخره: فالمعنى: مَنْ أسلم وجهَه فقد أسلمَ بكليَّته لربه وخضع له (١)، وهذا يتضمَّنُ إخلاصَ الدِّين لله وعبادته وحده لا شريك له.

وقولُه: (موحدٌ): فسَّر الإحسان بالتوحيد، وفي هذا التفسير نظرٌ؛ فإنَّ التوحيد هو معنى إسلام الوجه لله، فلا بدَّ أن يكون الإحسانُ معنى آخر، وهو اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم (٢).


(١) ينظر: «تفسير الطبري» (٢/ ٤٣٢ - ٤٣٣)، و «المحرر الوجيز» (١/ ٣٢٣ - ٣٢٤).
(٢) ينظر: «تفسير ابن كثير» (١/ ٣٨٥).
وقرر هذا المعنى شيخ الإسلام في غير موضع من كتبه. ينظر: «منهاج السنة» (٥/ ٢٥٢ - ٢٥٣)، و «جامع المسائل» (٦/ ٢٦)، و «مجموع الفتاوى» (١٠/ ٢٣٤) -وهي من رسالة العبودية (ص ١٤٨) -، و (٢٨/ ١٧٥).

<<  <   >  >>