للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقولُ المؤلِّف: (مُعْتَدٍّ به … ) إلى آخره: يُبيِّنُ أنَّ مرادَ اليهود بهذا القول نفيُ أن يكون مع النصارى شيءٌ من الحقِّ يُعتدُّ به لهم، ولا إيمان مَنْ آمن منهم بعيسى، فتضمَّن قولُ اليهود كفرهم بعيسى عليه السلام.

وقولُه: (معتد به … ) إلى آخره: يُبيِّنُ أنَّ قول النصارى في اليهود من جنس قولِ اليهود في النصارى، كلٌّ منهما يتضمَّنُ جحد ما عند الطائفة الأخرى من الحقِّ والكفرَ بنبيِّها.

وقولُه: (المنزل عليهم): معناه أنَّ المراد بالكتاب التوراة والإنجيل، وفي كلِّ كتابٍ دلالةٌ على الحقِّ الذي عند الطائفة الأخرى، فكانوا بهذا التَّجاحُدِ كافرين بالكتاب الذي نزل عليهم؛ لأنَّ كتابهم يُكذبهم فيما قالوه في الطائفة الأخرى.

وقولُه: (وفي كتاب اليهود … ) إلى آخره: هو معنى ما تقدَّم أنَّ كلًّا من الكتابين يدلُّ على الحقِّ الذي مع الطائفة الأخرى.

وقولُه: (والجملة حال): يعني قوله تعالى: {وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ}، فالمعنى: قالوا ما قالوا وهم يتلون الكتاب الذي يُكذِّبُهم؛ لأنه يدلُّ على نقيض قولهم، وبعد: فقولُ اليهود في النصارى هو لازمٌ لقولهم: «لن يدخل الجنة إلا من كان هودًا»، ومضمونُ قول النصارى في اليهود هو لازمُ قول النصارى: «لن يدخلَ الجنةَ إلا من كانوا نصارى»، فمضمون كلٍّ من الآيتين رقم: «١١١» و «١١٣» لازمٌ لمضمون الآية الأخرى.

وقولُه: (كما قال هؤلاء): أي مثل قول اليهود في النصارى وقول النصارى في اليهود قال الذين لا يعلمون؛ فالمعنى: قال الذين لا يعلمون وهم المشركون في اليهود والنصارى ليسوا على شيءٍ.

<<  <   >  >>