للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سَبَقَ {وَإِذَا قَضَى} أراد {أَمْرًا} أي: إيجاده {فَإِنَّمَا يَقُول لَهُ كُنْ فَيَكُون} أي: فهو يكون، وفي قراءةٍ بالنصب جوابًا للأمر.

وقولُ المؤلِّف: (بواو ودونها): يُشير إلى قراءتين بإثباتِ واوِ العطف وحذفِها (١).

وقولُه: (أي: اليهود … ) إلى آخره: يريد أنَّ واوَ الجمع في {قَالُوا} راجعةٌ إلى الطوائف الثلاث.

وقولُه: (تنزيهًا … ) إلى آخره: يريد أنَّ معنى {سُبْحَانَهُ}: تنزيهٌ لله عن الولد.

وقولُه: (والملكية تنافي الولادة): يُبيِّنُ وجهَ أنَّ ملكَه تعالى للسماوات والأرض دليلٌ على امتناع أن يكون لله ولدٌ.

وقولُه: (وعبر بـ (ما) … ) إلى آخره: يريد أنَّ الله أخبر عن أهل السماوات والأرض بما التي هي في اللغة لغيرِ العاقل على وجه التغليب (٢).

وقولُه: (مطيعون): تفسيرٌ لقوله: {قَانِتُونَ}، معناه: جميعُ أهل السماوات والأرض مطيعون لله؛ أي: مُنقادون لحكم الله ومُقِرُّون بالعبودية له طوعًا أو كرهًا كما قال تعالى: {وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا} [آل عمران: ٨٣]، وهذا دليلٌ على امتناع أن يكون لله ولدٌ؛ إذ من الممتنع أن يكون العبدُ ولدًا لسيِّده، ولذا فإنَّ كلَّ مَنْ قيل أنه ولدُ الله فهو عبدٌ لله، وشواهد هذا في القرآن كثيرةٌ؛ كما في سورة النساء ومريم والأنبياء.


(١) قرأ ابن عامر وحده: {قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا} بغير واو، وقرأ الباقون بالواو. ينظر: «السبعة في القراءات» (ص ١٦٨)، و «النشر في القراءات العشر» (٢/ ٢٢٠).
(٢) ينظر: «الدر المصون» (٢/ ٨٣)، و «التحرير والتنوير» (١/ ٦٨٥).

<<  <   >  >>