للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال المؤلِّف جلال الدين السَّيوطي في مقدمة تفسيره:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله حمدًا موافيًا لنعمِه مكافئًا لمزيده، والصَّلاة والسَّلام على سيدنا محمد وآلِه وصحبِه وجنودِه.

هذا ما اشتدَّتْ إليه حاجةُ الراغبين، في تكملة تفسيرِ القرآن الكريم، الذي ألَّفَهُ الإمامُ المحقِّق جلالُ الدين محمد بن أحمد المحلِّي الشافعي رحمه الله وتتميمُ ما فاتَه - وهو من أول سورة «البقرة» إلى آخر «الإسراء» - بتتمَّةٍ على نمطِه، مِنْ ذكر ما يُفهَمُ به كلامُ الله - تعالى - والاعتماد على أرجحِ الأقوال، وإعرابِ ما يُحتاج إليه، وتنبيهٍ على القراءاتِ المختلفة المشهورة، على وجهٍ لطيفٍ وتعبيرٍ وجيزٍ، وتركِ التطويل بذكرِ أقوالٍ غير مرضية وأعاريبَ محلُّها كتب العربية.

واللهَ أسألُ النفعَ به في الدنيا، وأحسنَ الجزاء عليه في العُقبي، بمنِّه وكرمه.

قولُ المؤلِّف: (الحمدُ للهِ حمدًا موافيًا لعمِهِ مكافئًا لمزيدِهِ): هذا اللفظُ مُقتَبَسٌ مِنْ حديثٍ ذكر ابنُ القيم أنه لا يصحُّ عن النبي ولم يُرْوَ بإسنادٍ صحيح ولا ضعيف، وإنما يُروى عن أبي نصر التمَّار (١) عن آدم عليه السلام (٢)، قال ابن


(١) أبو نصر التمار: عبد الملك بن عبد العزيز، من أبناء أهل خراسان من أهل نسا، ونزل بغداد، وتجر بها في التمر وغيره، وكان ثقةً فاضلًا، خيرًا ورعًا، وثقه: أبو داود، والنسائي، وأبو حاتم. توفي ببغداد سنة (٢٢٨ هـ). ينظر: «الطبقات» لابن سعد (٧/ ٣٤٠)، و «سير أعلام النبلاء» (١٠/ ٥٧١، رقم ١٩٩).
(٢) رواه أبو نصر التمار، عن محمد بن نضر الحارثي، عن آدم عليه السلام، به. كما قال ابن الصلاح في «شرح مشكل الوسيط» (٤/ ٣١٦ - ٣١٧)، والنووي في «الأذكار» (ص ١١٣ - ١١٤)، وابن حجر في «التلخيص» (٥/ ٣١٢٥)، و «نتائج الأفكار» (٣/ ٢٨٨ - ٢٨٩).
وقال ابن القيم في «فتيا في صيغة الحمد» (ص ٤ - ٥): إنه من رواية أبي نصر التمار، عن آدم عليه السلام، بإسقاط محمد بن نضر الحارثي، والصواب هو الأول، والله أعلم.
وله شاهد ضعيف عن ابن عمر، رواه البخاري في الضعفاء كما في «الترغيب والترهيب» للمنذري (٢/ ٤٤١) ت عمارة، وبيض له الألباني في «ضعيف الترغيب والترهيب» (رقم ٩٦٢).

<<  <   >  >>