للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

القيم: «ولا يدري كم بين آدمَ وأبي نصرٍ إلا اللهُ عز وجل» (١)، ولابن القيم رسالة تكلَّم فيها عن أصل هذا الحديث ومعناه (٢)، وبيَّنَ أنه لا يصح روايةً ولا معنىً، وذلك أنه لا أحدَ من الخلق يقدر على أن يحمدَ الله حمدًا يوافي نعمه كمًّا ولا كيفًا (٣)؛ لقوله تعالى: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} [النحل: ١٨]، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((لا أُحصي ثناءً عليكَ)) (٤)، ورحم الله المؤلِّف وعفا عنه.

وقولُه: (سيدنا): لو قال نبيّنا كانَ أولى؛ لأنَّ النبوةَ خاصيتُه ومناطُ الإيمان به صلى الله عليه وسلم، وهو كذلك سيدُ ولد آدم صلى الله عليه وسلم (٥)، لكن مطلقُ السيادةِ يثبت لغيرِه من خيار الصحابة وخيار الأمة.


(١) ينظر: «فتيا في صيغة الحمد» (ص ٤ - ٥).
(٢) طبعت هذه الرسالة عدة مرات، طبعت أول مرة بعنوان «مطالع السعد بكشف مواقع الحمد»، بتحقيق فهد بن عبد العزيز العسكر في دار ابن خزيمة بالرياض عام ١٤١٣ هـ. ثم طبعت بعنوان «جواب في صيغ الحمد»، بتحقيق: محمد بن إبراهيم السعران في دار العاصمة في الرياض عام ١٤١٥ هـ. ثم طبعت بعنوان «فتيا في صيغة الحمد»، بتحقيق عبد الله البطاطي في دار عالم الفوائد ضمن آثار الإمام ابن قيم الجوزية، وهي الرسالة السابعة منه.
(٣) ينظر: «فتيا في صيغة الحمد» (ص ١١ - ١٣)، و «عدة الصابرين» (ص ٢٦٦ - ٢٦٧).
(٤) رواه مسلم (٤٨٦)، عن عائشة رضي الله عنها.
(٥) أخرج البخاري (٣٣٤٠)، ومسلم (١٩٤) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: ((أنا سيد القوم يوم القيامة، هل تدرون بم؟ يجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد … )) وذكر حديث الشفاعة.

<<  <   >  >>