للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقولُه: (بما غابَ عنهم): يُفهم منه أن الغيبَ مصدرٌ؛ بمعنى: اسم الفاعل.

وقولُه: (من البعثِ والجنةِ والنارِ): لو قال: كالبعثِ والجنة والنار كان أولى؛ لأنَّ الغيب الذي يجب الإيمانُ به أعمُّ من ذلك فيدخل فيه الملائكةُ، والعرشُ، وأخبارُ الأمم الماضية، وغير ذلك، وأعظم ذلك ما يتعلَّق بشأن الربِّ تعالى، قال تعالى: {تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ} [هود: ٤٩].

وقولُه: (بحقوقِها): أي بما يجب لها وفيها من الشروط والأركان والواجبات.

وقولُه: (في طاعةِ الله): يريد: أنهم يُنفقون النفقاتِ الواجبة والمستحبة، ولا يَخرجون عن ذلك، وأوجبُ النفقاتِ: الزكاة المفروضة، ولذا يأتي الإنفاق مقرونًا بإقامِ الصلاة في كثيرٍ من الآيات.

وقولُه: (يَعلمونَ): أي علمَ اليقين.

وقولُه: (الموصوفونَ بما ذُكِرَ): أي من قوله: {لِلْمُتَّقِينَ} إلى قوله: {يُوقِنُونَ}، وعليه فتشمل الآياتُ المؤمنين من هذه الأمة، ومن أهل الكتاب، فاسم الموصول في الآيتين: {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ}، {وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ}؛ صفتانِ لموصوفٍ واحد، كما تقدَّم (١).

وقولُه: (الفائزون بالجنَّة النَّاجونَ مِنْ النار): يدلُّ له قوله تعالى: {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ} [آل عمران: ١٨٥]، وهذا أعظم فلاح.

* * *


(١) (ص ٣٣).

<<  <   >  >>