للمستقبل، وصار وضعُ «إذ» مكانَ «إذا» من نوعِ الخبرِ بالماضي عن المستقبل كقوله: {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ}[النحل: ١]{وَنُفِخَ فِي الصُّورِ}[الكهف: ٩٩].
وقولُه:(أي: لأنَّ): يريد أنَّ جملة {أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ} تعليلٌ لجواب «لو» فالمعنى: لرأيت أمرًا عظيمًا لأنَّ القوة لله جميعًا، وذلك على قراءة:{وَلَوْ تَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا}، وهي التي مشى عليها المؤلِّفُ كما تقدَّم.
وقولُه:(القدرة والغلبة): هذا تفسيرُ القوة في قوله: {أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ} وهو تفسيرٌ صحيحٌ. وقولُه:(حال): يريد أنَّ {جَمِيعًا} في الآية حالٌ من الضمير المستتر في الجار والمجرور {لِلَّهِ} العائد على قوة.
وقولُه:(وفي قراءة … ) إلى آخره: رجع كلامُه إلى قوله تعالى: {وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا}.
وقولُه:(بالتَّحتيَّة): يعني المنقوطة مِنْ تحت، فيكونُ الكلامُ خبرًا عن الذين ظلموا.
وقولُه:(والفاعل … ) إلى آخره: يريد: فاعل {يَرَى} وذكر فيه قولين؛ قيل: ضميرُ السَّامع فتكون الرؤية بصريَّة، وقيل: الفاعلُ الاسم الموصول {الَّذِينَ ظَلَمُوا} وهو الصواب، وعلى هذا فالرؤية علميَّة (١).
وجملة {أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ} سدَّتْ مَسَدَّ مفعولَي {يَرَى} في قوله: {وَلَوْ يَرَى} كما ذكر المؤلِّف. وقولُه:(والمعنى .... ) إلى آخره: تعبيرٌ صحيحٌ مناسبٌ لِما تقدَّم من كلام المؤلِّف.
وقولُه:(أنكروا إضلالَهم): هذا تفسيرٌ لتبرّي الرؤساءُ المتبوعين مِنْ التابعين المستضعفين؛ أي قالوا: لم نُضِلَّهم بل هم الذين ضلُّوا.
(١) ينظر: «التبيان في إعراب القرآن» (١/ ١٣٥)، و «الكتاب الفريد في إعراب القرآن المجيد» (١/ ٤٢٥ - ٤٢٦)، و «إعراب القرآن وبيانه» (١/ ١٣٠).