على القدر المذكورِ في الفِدية {فَهْوَ} أَي: التطوعُ {خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا} مبتدأٌ، خبرُه {خَيْرٌ لَكُمْ} من الإِفطار والفديةِ {إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} أنه خيرٌ لكم، فافعلوه.
وقولُ المؤلِّف:(نصب بالصيام … ) إلى آخره: يُفيد أَنَّ أيامًا: ظرفٌ منصوبٌ، والعاملُ فيه إمَّا الصيامُ في قوله:{كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ}؛ فالتقدير: كُتبَ عليكم الصيامُ في أَيامٍ معدوداتٍ، أَوْ العاملُ فيه الأَمرُ المفهومُ من {كُتب}، وتقديره: صوموا في أيامٍ معدوداتٍ.
وقولُه:(قلائل … ) إلى آخره: هذا التفسيرُ مأخوذٌ من لفظِ {معدودات}، فإنه يُشعرِ بقلةِ الأيام التي فُرض فيها الصيامُ، وفيه إشارةٌ إلى التيسير في هذه الفريضة.
وقولُه:(حين شهوده): أي: وقتَ وجوبِه.
وقولُه:(أي: مسافرًا سفر القصر): احترازٌ من السفر الذي لا يُباحُ فيه القصرُ؛ كسفرِ المعصية عند الجمهور (١).
وقولُه:(وأجهده الصوم … ) إلى آخره: هذا تقييدٌ يُخالفُ ظاهرَ القرآن؛ وهو إباحةُ الفطر للمريض والمسافر مُطلقًا.
وقولُه:(فعليه عدد ما أفطر): يُبيِّنُ أَنَّ «عدة» مبتدأٌ، وخبرُه محذوفٌ؛ قدَّره بقوله:(فعليه).
وقولُه:(يصومها بدلَه): المعنى: فعليه صيامُ عدَّةِ الأيامِ التي أَفطرها من أَيامٍ أُخر قضاءً عن تلك الأيام.
(١) ينظر: «المجموع شرح المهذب» (٤/ ٢٢٣) (٦/ ٢٦٤)، و «المغني» (٣/ ١١٥)، (٤/ ٣٤٥).