{يَسْأَلُونَكَ} يا محمد {عَنِ الأهِلَّةِ} جمعُ هلالٍ، لِمَ تبدو دقيقةً ثم تزيدُ حتى تمتلئَ نورًا ثم تعودُ كما بَدَت، ولا تكون على حالةٍ واحدةٍ كالشمس {قُلْ} لهم {هِيَ مَوَاقِيتُ} جمعُ مِيقاتٍ {لِلنَّاسِ} يعلمون بها أوقاتَ زرعِهم ومتاجرهم، وعِدَدَ نِسائِهم، وصيامهم وإفطارهم {وَالْحَجِّ} عطفٌ على الناس؛ أي: يعلم بها وقته، فلو استمرَّت على حالةٍ لم يعرف ذلك {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَ} في الإحرام، بأَنْ تنقبوا فيها نقبًا تدخلون منه وتخرجون وتتركوا الباب، وكانوا يفعلون ذلك ويزعمونه بِرًّا {وَلَكِنَّ الْبِرَّ} أي: ذا البر {مَنِ اتَّقَى} اللهَ بترك مخالفته {وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا} في الإحرام كغيره {وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} تفوزون.
وقولُ المؤلِّف:(يا محمد): تفسيرٌ للضمير المنصوب؛ لأنه المخاطَبُ بهذا الخبر، ولو قال المؤلف:«أيها النبي»، بدل «يا محمد» كان أولى؛ لأن الله لم يخاطبه باسمه بل بصفةِ النبوة والرسالة.
وقولُه:(جمعُ هلال … ) إلى آخره: كأَسنَّة جمع سنان، والهلالُ: اسمُ القمر أول الشهر، وبيَّن بقوله:(لِمَ تبدو … ) إلى آخره: أي: الأهلة صفة سؤالهم.
وقولُه:(لهم): أي: للذين سألوا عن الأهلة.
وقولُه:(يعلمون بها … ) إلى آخره: يُبيِّنُ الأمورَ المؤقتة الدينية والدنيوية التي يحتاج الناس فيها إلى ما يعرفون به مواقيتهم، وقد جعل اللهُ لذلك الأهلة.
وقولُه:(عطف على الناس): فيكون في المعنى من عطف الخاص على العام؛ أي: ومواقيت للحج.